سأسرق من عمر الزمن بُرهة.. وسأهرب من أتون الموت الكوروني.. أو الموت التفجيري.. أو الموت جوعاً وفقراً.. أو ألماً على أبواب المستشفيات دون استشفاء.. أو غرقاً بقوارب «اللانجاة».. أو ذُلاً في طوابير الانتظار أمام المصارف.. أو في أقبية الاعتقال على أثر «صرخة حق».. أو حرقاً ببنزين فاسد هرّبه الطُغاة.. أو «سكتة دماغية» بعدكا انعدمت كل السُبُل..
وما أكثرها أسباب الموت المحتوم في بلدي.. ولا يعرفها إلا المواطن الفقير.. فيما المتربّعون على كراسي السلطة.. من أكبرهم عمراً لا قدراً.. إلى أصغر سناً وقيمة واحتراماً.. يقاربهم الموت ومنهم يفر إلى غير رجعة.. لأنهم أبالسة تهابهم الشياطين وتجافيهم صحوات الموت.. حتى لينطبق عليهم قول الرحمن «وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ»..
سأسرق برهة أُعايد بها زهرة.. أكملت لوحة عمري بنور ابتسامتها.. ولوّنت أيامي بصرختها «Babi».. ملاك صغير حلّت بدنياي فأزهرت ربيعاً.. وجعلت وشقيقتها رحلة عمري ممهورة بفرحة.. ننتزعها من بين أنياب لصوص الأحلام.. نتراكض على أمل الفرح ورسم غدٍ أجمل.. فأسمع «Bibi Baba» (حبيبي بابا) تتلوّن بها أيامي.. وتهرب غيوم شتائي أمام شموس ربيعي وأزهار طيفي..
وكم صعبة دمعتها عند أي ألم يلمُّ بها.. وكأنّها سهم مسموم ينغرز في الصدر.. أو طعنة غدر من الأيام.. حلّت وجعاً في الجسد الغض النضير.. حتى يطلق القلب الآه قبل أن تنطقها شفتاي.. فتنهمر دموعها على وجنتي.. الأولى تحرق موقعها والآخرى تدمي مدمعها..
حبيبة بابا Annabelle.. «ربي يجعل إيامك سعادة وهنا ورضا.. ويبعتلك عمر حلو لا فيه حكّام ظلام ولا شعب مظلوم .. ويبعد عنكّ الحاكم والحكيم»..