حفيدي يتحضر للانطلاق إلى كندا بعد ان حصل على التأشيرة اللازمة وبعد ان أكمل تحصيله الجامعي، ويقول ان الكثيرين من رفاقه قد سبقوه إلى شتى أصقاع الكوكب، حزن كبير لسفره..
فرحنا به شاباً مكتملاً يشق طريق مستقبله بإصرار متسلحاً بتعليم عالٍ من أحسن الجامعات.
هذا الفرح انقلب إلى حزن، فالذهاب إلى هناك كأنه ذاهب إلى كوكب آخر ينغمس في شق طريقه وتأخذه الدنيا في مجاهلها ومشاكلها والله يعلم متى يكون اللقاء؟..
هذه الخسارة لشبابنا هي الخسارة الوطنية الحقيقية، فوطن دون شبابه هو دار للعجزة والمتقاعدين.
السفارات ترحب ممثلة دولها بهجرة هذه الثروة الشبابية إليها، فهذه الدول تتسلمه جاهزاً للانتاج والاستثمار دون أن يكلفها شيئاً..
حقيقة تولد سؤالاً...
إذا فرغ الوطن من شبابه من يحكم هؤلاء المتصارعين على كراسي السلطة..؟
لن يبق الا أهل الشيب والعجز..
الا إذا كان هذا المطلوب شعب يفتقد الحيوية والطاقة ملتهياً بأمراض جسده ونفسه..
وهم سادرون في غيهم وفي أبهة اليخوت وترف القصور.. متناسين أن الكفن لا جيوب له..