بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 آذار 2019 12:28ص مين فينا الحرامي؟!

حجم الخط
في خضم الكلام المعسول عن مكافحة الفساد والفاسدين، يحضرني فيلم «مين فينا الحرامي» الذي أدى بطولته النجم المصري عادل إمام في العام ١٩٨٤، وتدور قصته حول شقيقين توأم يدخل أحدهما السجن بعد تورطه بسرقة مالية مع عصابة كبيرة، لكنه يقرر الهروب مستعيناً بشقيقه وشبيهه «طبق الأصل»، الذي يدخل السجن مكانه على طريقة «لا منشاف ولا مندري»  مفسحاً في المجال للأول بالذهاب في رحلة بحثٍ عن المال المسروق الذي خبّأه في أحد أعمدة سرير تراثي، اشتراه شخص يعمل «جزارا» في سوق شعبي في القاهرة، عشية زواجه من امرأة حسناء. 
وبذلك، تبدأ سلسلة المفارقات الطويلة والمضحكة، بين الأخ الحرامي الذي يتمتّع بقوة جسدية خارقة وبذهنية ماكرة، والأخ المثقّف الهزيل جسدياً، والبليد اجتماعياً، والذي يتعرض لشتى أنواع الضرب من قبل المساجين المذهولين، كيف يتبدّل حاله بين ليلة وضحاها، من القوة إلى الضعف. 
وخلال أحداث الفيلم الطويل، يبدأ الشقيق غير الحرامي باكتشاف عالم جديد ومختلف تماماً عن الذي كان يعرفه ويحيا فيه، ويتلمس في نفسه امكانات كثيرة غير مفعّلة، قد لاحت أمامه الآن فرصة تحقيقها والاستفادة منها في إعادة برمجة حياته. 
فراح يعمل، بشكل أو بآخر، لحسابه الخاص في البحث عن الكنز المفقود، وبدأ يعقد الصفقات مع العصابة الأساسية، من دون أن يدري شقيقه بذلك، حتى أنه أصبح يملك القدرة بالحد الأدنى، على الدفاع عن نفسه داخل السجن. باختصار لم يعد يشكل الحلقة الأضعف في السيناريو؛ فاختلط بذلك الحابل بالنابل، وتعددت الرؤوس المتنافسة، حتى بات لا أحد يعرف هو حليف من، أو يعمل مع من، ومن أجل ماذا تحديداً؟
هل يكون «مين فينا الحرامي» فيلم لبناني طويل أيضا؟!
 


أخبار ذات صلة