بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 أيار 2023 12:00ص نحن وكتاب «مثلّث التوحيد»

حجم الخط
ما من صباح يهل على لبنان إلا ويحمل لنا الويل والثبور وعظائم الأمور.. وكأنّ هذا الوطن أصبح يطفو على بساط من القش في محيط متلاطم الأمواج.. أتأمّل الوطن المحمول على أرضية واهنة بخريطة تجمع الجبال والوديان والمغاور والمياه.. كيف سيكون المصير ومياه المحيط واعرة وإذا حدث الغرق لا سمح الله سنكون في أعماق سوداء.. لا شمس فيها ولا قمر يُنير البصيرة وإنّما هي عتمة الديجور الأبدية؟! أعلم أنّ الكلام لا يبشّر بالخير؟!
المجتمع الدولي على جميع الصُعُد يصنّف الوضع اللبناني في «المرحلة الرمادية الداكنة» التي تنعدم فيها الرؤية.. بينما نحن كمتتبّعين للوضع برمّته نعلم أنّنا دعسنا دعسة ناقصة في المرحلة السوداء التي ستأخذنا إلى الهاوية.. الكل من السياسيين والمحازبين بتنوعهم يعملون بالمجان لصالح «إسرائيل» في المنطقة.. دون أنْ يدركوا المشروع الاستلابي الذي مهدّت له الولايات المتحدة لإزالة لبنان عن خريطة الوطن العربي.. بأنّه منارة الشرق (مدرسة الشرق.. مستشفى الشرق.. حضارة الشرق العلمية والثقافية).. لن أُطيل في وصف ما كان عليه الوطن.. ولكن أقول إنّ بداية النهاية بدأت مع قصف مرفأ بيروت؟! 
لماذا؟ بعد ضرب الاقتصاد والنظام النقدي وعزله بتجرّوء «إسرائيل» على ضرب مرفأ بيروت؟.. «إسرائيل» وبإيعاز من المجتمع الدولي.. بدأت خطواتها الفعلية لأخذ دور لبنان من محيطه العربي وإقالته من دوره.. بإلغاء المرفأ أي إلغاء الترانزيت للسلع المموّلة للدولة العربية.. وبالتالي البناء على ما هو مقتضى علناً وسرّاً من تطبيع العلاقات العربية مع «إسرائيل» بتحويل مرفأ إشدود ليكون المرفأ الأساس في المنطقة.. وبالتالي: فقد سقطت السياسات العربية في خنادق الوهن المستقبلي الذي سيغيّر الخرائط الوطنية التي وُضِعَتْ منذ معاهدة «سايكس بيكو» المشؤومة واحتلال فلسطين.. ولا ندري إذا كانت الاحتلالات الفعلية أو الصورية في العمق قد بدأت لكامل الخريطة العربية؟!
يبقى على المقلب الآخر وهو الشيء المُفزِع والخطير الخبر العاجل الذي تلقفناه من أميركا.. حيث قامت بتأليف القرآن وأصدرته بكتاب جديد تحت عنوان «مثلث التوحيد» لأجل التقريب بين الأديان.. كتاب «مثلّث التوحيد» يحتوي على سُوَر من القرآن الكريم محرّفة وأسفار من التوراة والإنجيل محرّفة أيضاً.. أي أنّه خلطة غريبة عجيبة للتحريض على الدين الإسلامي والمسيحي.. وكتاب «مثلّث التوحيد» المُصنّع في الولايات المتحدة من قِبل الطغمة القابضة على النظام العالمي.. تريد فرضه على عموم البشر بحيث ينتهي الانتماء ويضيع الوعي المجتمعي وتندثر الأديان وتمشي المجتمعات حسب نظرية «مثلّث التوحيد».. كتاب «مثلّث التوحيد» غزا العديد من الدول العربية دون حسيب أو رقيب.. فهل جميع دولنا اعتنقت الماسونية؟!
أخبار ذات صلة