بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 آب 2020 12:01ص نعم علّقوا المشانق!

حجم الخط
كم من حرب مرت على دروب المدينة الصاخبة المتكئة على كتف البحر المتوسط، مدينة تلاقي الحضارات والديانات، لم ينزف جرحها من اي طعنة اتت من الخارج بل كان ينزف كل مرة من طعنات ابنائها، هؤلاء المغردون حباً وتيتماً بها، هؤلاء الذين زرعوها قنابل قبل نحو 45 عاماً واستمروا بنكء جراحها، وعادوا عندما اشرقت الشمس على شوارعها ليسلبوها كل مقدراتها ويسمسروا على امنها واستقرارها، زرعوا مواد متفجرة في شريان حياتها بعد ان اقفلت كل الشرايين الاخرى، وفجروا ما يمد المدينة الجميلة باوكسجين الحياة ودمروا شوارعها، ربما كان اهمالاً كما يعتقد البعض وربما كان جشعاً لبيع هذه المواد المتفجرة وفق العقل اللبناني التجاري الفاسد، وربما كانت عملية تخريبية، الا ان ذلك كله لا يعني عدم تعليق المشانق لكل من ساهم في هذه الجريمة ان عن اهمال او قصد، لأن ارواح الناس التي زهقت والدماء التي سالت دون اقترافها اي ذنب سوى انها تعيش بين زمرة فاسدة لم تشبع نهش لحمهم، تطالب بالثأر.
في هذا المصاب الجلل الذي ضرب كل لبنان من عاصمته الى اطرافه، حيث امتزجت دماء ابن بيروت مع ابن الجنوب والبقاع والشمال والجبل، جاءت بعض الابواق لتشكك بمساندة الفقراء لبعضهم البعض وتثير الفتن الطائفية وكأنها لم تكتفِ من شرب الدماء حتى ثملت من الدماء اكثر من دراكولا، والمضحك المبكي ان الفاسدين منذ اكثر من ثلاثين عاماً لم يتوانوا عن استغلال المصيبة، ليسجلوا نقاطاً على منافسيهم، تنصلوا من المسؤولية وحملوها الى الطرف الآخر وكأن الناس اصابها الزهايمر جميعاً ولا تتذكر افعال وفساد هؤلاء. علقوا المشانق ليس لمن تسبب بالكارثة بل لكل من اوصل هؤلاء وعلمهم الفساد والاهمال والسرقة، لكل مسؤول تولى السلطة منذ الحرب الاهلية الى الآن، المشانق لهؤلاء ولكل من يثير الفتن اولا، حتى تستريح ارواح الضحاياً والشهداء، ونعيد اعمار المدينة المذبوحة بيروت.

أخبار ذات صلة