بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

15 تموز 2021 12:00ص نموت نموت.. ليحيا الوطن!!

حجم الخط
بالأمس القريب جداً جداً ارتقت الطفلة جوري السيد بسبب عدم توافر الدواء ولا غرفة عناية في المستشفى، ليليها الشاب كامل مقلد إثر سقوطه عن سطح المنزل، حين كان يتفقد المياه في الخزّان وهو عريس ينتظر مولوده البكر، ومثلهما العم السبعيني الذي نعاه نجله بعدما ارتقى بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف ماكينة الأوكسيجين عن العمل، وقبلهم أشعلت صورة مسنّ مُصاب بالربو لجأ إلى المسجد فجراً لتشغيل آلة التنفس، بعد عدم توفر الكهرباء ولا اشتراك المولدات في منزله، نشرها خطيب وإمام مسجد الطريق الجديدة حسن مرعب.

في أي بلد نعيش بل في أي غابة ترتع فيها الوحوش الكبيرة.. بينما يموت الصغار لأنّهم قد يكونون اختاروا الصمت.. على تحكّم الظلام وأهله بهم.. فالدولار على مشارف الـ20 ألفاً وما من يتحرّك.. أو حتى لو تحرّكوا اعتُبروا مخرّبين وقطّاع طرق وزعران.. فيما الزعران الحقيقيون هم الذين يعتدون على أهالي شهداء 4 آب.. شهداء التفجير الملعون الذي اغتنى منه العشرات من «كلاب السلطة» فاسترأسوا وتزعّموا..

أي بلد نفرح فيه عندما نملأ خزّان السيارة بالبنزين خلال 15 دقيقة.. لنسارع ونتباهى أمام الزملاء في العمل بأنّنا لم نقف في صف طويل أو ننتظر لساعات.. وندلّهم على المحطة التي تعمل بسرعة على تعبئة المحروقات..

أي بلد هو هذا الذي نخرج فيه من الصيدلية وقد وجدنا ما نسعى إليه من دواء أو علبة حليب أطفال.. بعد لف ودوران لساعات ومن منطقة إلى أخرى.. فنشعر بنشوة الانتصار الخادعة على غباء صمتنا أمام طغيات خبروت السلطة وأهلها..

أي بلد ونحن نفرح إذا ما تقاضينا راتبنا بالعملة الأجنبية من المصرف.. متجاوزين كل العراقيل والعقبات التي يضعها المصرف في طريقنا.. وكأنّنا نستحصل على كنز علي بابا..




أخبار ذات صلة