بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 تشرين الثاني 2021 12:00ص نهاية مأساوية

حجم الخط
مسرحية هزلية أو درامية هي تلك التي يعيشها الشعب اللبناني منذ أكثر من سنتين، لا بل هي مسلسل بأجزاء متعدد كلما انتهى جزء يبدأ جزء آخر أكثر تشويقاً وإيلاماً يقف فيه المواطن متفرجاً على ما يقوم به ابطال الدراما من سياسييّن وتجار بالتكافل والتضامن مع منتجين خارجيين.

واللافت أن هذا الشعب يترقب بشغف فصلاً جديداً من المسلسل وهو على يقين ان ابطاله يستوحون جرائمهم من تقاعس الضحايا اي يستوحون الاحداث من سير حياتنا اليومية، ففي كل فصل يقدم البطل الشرير على قتل مقوم من مقومات حياة ضحاياه لكن الضحية للمفارقة لا يصدر صوتاً بل يقبل الخسارة في كل مرة.

نهاية هذا المسلسل الضخم الذي دخلت على خطه شركات انتاج عالمية واقليمية تستثمر في وجع اللبناني، هذا اللبناني الذي يشاهد شريط حياته مصقولا على يد فنانين شيطانيين يبدعون في اجتراح الإثارة من سعر صرف الدولار الى الفلتان الجنوني لاسعار السلع الى اخفاء الدواء تارة او رفع الدعم عنه ليعجز المواطن عن شرائه فيكون الموت نهاية طبيعية في المسلسل الاجرامي.

والمفارقة في هذا المسلسل ان عدداً من مخرجين يتشاركون في اخراجه بعد أن انخرط عدة كتّاب لشبك احداثه متكئين على عدم وعي او جموح طائفي عند غالبية «الشعب العظيم»، حتى ان اكثر المشاهد إثارة ألا وهو انفجار المرفأ لعب في المواطن دور المتلقي للضربة بدون ان يطالب بتعديل المشهد ليقتص من المجرم بل إنخرط في سجالات حول أن المشهد مركب خارجياً أو بفعل الصدفة مبرئاً المخرج اللبناني من حبكة المشهد ، ولا علم للفلكيين الطارئين على المسلسل إن كانت النهاية قريبة الا انهم موقنون أن النهاية مأساوية.


أخبار ذات صلة