بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 تشرين الأول 2019 12:00ص نيّة سليمة!

حجم الخط
لا يختلف اثنان حول اهمية وهب الاعضاء لانقاذ حياة انسان آخر، وان كان للبعض ملاحظات من جانب ديني، الا ان الفكرة بحد ذاتها فكرة سامية خصوصاً ان المؤمنين بهذا الفكر يرون ان الجسد فانٍ بعد الموت والروح هي من تنتقل الى الآخرة، شيء رائع ان تعلم ان قلبك ينبض في جسد شخص آخر وانت ميت او ان عيناك لن تقفل مع اسلام الروح بل ستسمح لآخر ان يرى كل ما في الحياة من جمال او قبح، وغيرها من الممكنات في هذا الاطار.

ولكن اطلاق الحملة الاخيرة للتبرع بالاعضاء، حملت الكثير من التعليقات حول نزاهتها، فانها ربما كانت طبيعية في بلد غير لبنان. يسأل الشاب العشريني الا يكفي ان المسؤولين يسرقون قوت يومنا وكل ما تطاله ايديهم في هذا البلد حتى يلاحقوا اللبناني بعد موته؟ يريدون ان يسرقوا حتى اعضائه؟ ترد صديقته الشابة لماذا تعتقد ان الهدف السرقة فان الحملة هي لوهب الاعضاء بشكل مجاني لكل محتاج والمتبرع هدفه انساني ايضاً فهو لا يطلب المال مقابل تبرعه حتى لورثته ان كان ميتاً، ام ان كل عمل خير في هذا البلد اصبح مشبوهاً؟

يجيب الشاب بحدة: هل ان اي مسؤول حزبي او حكومي يمكن ان يكون هناك خير من اي عمل يقوم به ؟ انظري كم من الازمات نعيش وكل من في الحكومة او البرلمان يتبرأ منها، اذا كانوا ابرياء فعلاً فليصارحوا هذا الشعب اللاهث وراء البنزين والخبز الدواء اين تكمن المشكلة، الا يجدر بهم ان يعترفوا ان سرقاتهم للمال العام اوصلت البلد الى هذا الحال، ووصلت مواصيلهم ليقنعوا هذا المواطن بضرورة التبرع باعضائه، مع العلم انه لن يكون هناك لبناني سليم عند موته لأنهم ابتلوه بكافة انواع الامراض القلب والضغط والسكري والسرطان بسبب سياساتهم الفاجرة، فهل نقنع بعد كل هذا ان هناك  نية سليمة لأي عمل خير في هذا البلد؟.


أخبار ذات صلة