لم يكن الرجل الاندونيسي يتوقع في يوم من الايام ان يصبح مليونيراً، رغم احلامه الكبيرة، لكن رحمة الله كانت اكبر من تلك الاحلام، فسقط نيزك من السماء على سطح منزله، والذي فتح له من السماء باب الثروة حيث باع النيزك بأكثر من مليون دولار قرر ان يستثمرها في بناء مدرسة ومستشفى ليستطيع اولاده الذهاب الى المدرسة للتعلم والى المستشفى اذا احتاجوا للعلاج.
ربما «نيزك الحظ» المتساقط من السماء كان هدية من الله لهذا الانسان الذي لم يفكر ببناء قصر او شراء افخم السيارات بل في بناء ما يحتاجه الانسان ليرتقي ان بالعلم او الطبابة، واذا كانت الثروة تحكمها النوايا الصافية فان الوجه الآخر لها يحكمه الفساد، تماما ككل الاغنياء «الجدد» في بلادي حيث وصلت ثرواتهم الى ارقام خيالية استثمروها في بناء قصورهم حتى وصل الامر ببعضهم لبناء جدران منزله من الشوكولا، ليستمتع اولاده كما في حكاية السحرة والاطفال التي كنا نستمع اليها او نقرأها ونحن اطفال.
شتان بين «الاندونيسي» و«اللبناني»، الاول رزقه الله ثروة قرر ان يستثمرها لخير بلده، اما الثاني فسرق بلده ودمره ليحقق احلام اولاده بـ«الشوكولا» او المراكب الفاخرة والطائرات الخاصة، والمضحك المبكي في الموضوع ان هذا اللبناني يتصدر الشاشات بالتهويل من المرحلة الصعبة التي سنصل اليها، وكأنه ليس احد اسباب هذا الوضع المأساوي، فهل فكر ولو للحظة ان يعيد بعض ما سرقه مع زملائه الباقين من الدولارات التي هربوها الى الخارج من اجل انقاذ البلد؟ بالطبع لا، فهم اولاً وبعدهم الطوفان، ليت النيازك تنزل على قصورهم وتحرقها ولا تكون برداً وسلاماً كما كانت على سطح «الاندونيسي».