شكل استشهاد الاعلامية الكبيرة شيرين ابو عاقلة صدمة لكل العالم هي التي كانت قريبة دائماً من الموت، لكن الصدمة التي لا يمكن ان تمر مرور الكرام اننا لن نرى تلك المناضلة مرة اخرى تنقل وحشية العدو بحق ابناء فلسطين لأن هذه الوحشية طالتها اكثر من مرة حتى قضت عليها.
شيرين رافقت الصورة الدائمة عن فلسطين المقهورة من ظلم العدو وظلم الاخوة ، لم تكن هذه الشهيدة بكل مقاييس البطولات العالمية تفكر وهي تنقل الخبر الآني عن ممارسة العدو بحق ابناء شعبها أنها تنقل معاناة مسيحي او مسلم من هذه الممارسات،فقد كانت تنقل الحدث بتجرد وببعد وطني صرف، فلا يحق لمن لا يعرف ما معنى الوطنية أو العروبة ان ينزع عنها حتى «الرحمة» لأن الله يرحم من يريد وقد لا يرحم من يفتي بعد الترحم عليها.
هذا النكران للآخر في مقاييس البعض هو السرطان الذي تستفيد اسرائيل من تفشيه داخل ابناء الامة، هي تعيش على الفطريات التي تتكاثر بمفاهيم طائفية بعيدة اولاً عن الدين وبعيدة ثانياً عن العروبة والوطنية، وبهذه النماذج تنتصر اسرائيل في حروبها.
شيرين عشقت القدس التي سرى الى «اقصاها» النبي ليلاً وكانت مهد الانبياء، كبّرت مآذنها وقُرعت اجراس كنائسها في وداع بطلة من ابطال الكلمة والصورة ، الصورة الناصعة التي نقلتها بتجرد غير ملتبس في مفهوم الوطنية ، لكن المفاهيم الدينية الملتبسة عند البعض لن تأخذ من رصيد تلك البطلة في اذهان الاجيال التي واكبت انتصاراتها المتتالية على آلة الحرب الاسرائيلية التي استفزها أن تنتصر ابنة القدس بالكلمة على فتك آلياتها الحربية فأردتها شهيدة لترتوي ارض الميعاد بدم نصراني وطني عانق التراب الاسلامي.