بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

6 آب 2022 12:00ص هكذا يصبح الحمار حكيماً!

حجم الخط
يُعاب على الواعي مناقشة الغبي، وهذا ما ينطبق على السجال الذي ينقله الراوي الافتراضي بين حمار الغابة والنمر، حيث يصر الحمار على إقناع النمر أن العشب ازرق، فيما يعلم الاخير أن العشب اخضر، وعند احتدام النقاش كان الخيار بالاحتكام الى القاضي وهو بالطبع الاسد ملك الغابة.
بدأ الحمار بالصراخ : سموّك ، أليْسَ العشب أزرقاً؟ 
أجاب الأسد : إذا كنت تعتقد أن هذا صحيح وفعلا تراه أزرق إذن فهو أزرق..!
إندفع الحمار بين الحيوانات مزمجرا:هذا النمر لا يفقه شيئا ويزعجني وأرجو أن يعاقب على ذلك..
وافق الاسد وقرر أن يعاقب النمر بثلاثة أيام من الصمت لا يتحدث إلى أحد من الحيوانات. 
ذهب النمر للأسد وسأله:«يا جلالة الملك ، لماذا عاقبتي وأنت تعلم علم اليقين أن العشب أخضر؟»
أجاب الأسد :«الكل يعرف أن العشب أخضر».
استهجن النمر وسأل الملك:«فلماذا تعاقبني إذن ؟».
أجاب الأسد : عقابك ليس له علاقة بمسألة هل العشب أزرق أو أخضر  أو غيره من الالوان ، عقابك هو  لأنه من المهين لمخلوق شجاع وذكي مثلك أن يضيع الوقت في الجدال مع الحمار ، وفوق ذلك أزعجتني وأزعجت الجميع بسؤالٍ الكل يعرف جوابه...!!! »
فمحاججة الجاهل غلبة له أم محاججة العاقل فهي مكسب للجميع، وبما اننا في لبنان نهوى الجدال ولا نحاجج سوى الجهلاء تركنا العقل يغادر رأسنا وبتنا نعتمد الصراخ لنحصّل المكاسب والمؤكد انها ليست المكاسب الوطنية بل الطائفية والمذهبية ، فالبلد الذي يعلو فيه الصراخ يغادره العقل حتما،وما اكثر صراخنا وأقل عقولنا التي جعلت من الحمار حكيماً ومن الشجاع جباناً.
أخبار ذات صلة