عام مضى على كارثة بيروت التي لم يعرف التاريخ الحديث مثيلا لها، إلا في هيروشيما وناكازاكي.
دمرت وقتلت وجرحت وشردت.
وما زال الغموض يلف الكارثة من حيث المسبب ومن يقف خلف الستارة.
صرخات أهالي الشهداء تشق عنان السماء مطالبة بالحقيقة ومعرفة من سفك دماء أولادهم وأحبتهم.
لكن الامر يسير سير السلحفاة بعد ان سقطت وعود الخمسة أيام لتتحول ربما الی اعوام.
الكارثة وقعت. فهل نبقى نعيش في غبار دمارها ودخان حرائقها؟!
أم ان النهوض من الهوة وعودة المدينة إلى الحياة ضرورة ملحة.
اليابانيون استطاعوا بعد فترة وجيزة استعادة وعيهم واستطاع تضافرهم وتعاونهم ان يُعيد بلادهم الى الحياة، وها هو اقتصادهم يعتبر من أهم اقتصاديات العالم.
لا وطن يعيش دون أمل.
فليكن الامل حافز هذا الشعب الطيب ليعيد بناء ما تهدم، وبلسمة جراح من نُكب في وطن منكوب بسياسييه. الصعود من القاع لا يكون بالنحيب بل بالتصميم والاصرار والقفز فوق طبقة سياسية لم نعرف منها سوى البلاء والمحن.