بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 نيسان 2022 12:10ص «هيك هيك ميّتين»!!

حجم الخط
كارثة تلو أخرى.. وقارب تلو تفجير.. وحادث إثر اختطاف.. وإشكال بعده رصاص.. وماذا بعد؟!.. قد يكون تفجير العنبر 12 في مرفأ بيروت.. الصدمة الأكبر في التاريخ اللبناني الحديث.. لكن وعشية اختتام عهده المشؤوم نسأله.. ونسأل مَنْ يسوسونه من «خلف حُجُب»: ماذا بعد؟!
الدور اليوم على أهلنا في الشمال الطرابلسي.. ونحن لم ننس بعد تفجير خزّان البنزين العكاري، وآلام ضحاياه التي ما زالت ماثلة للعيان.. بل أنين أوجاعهم لم يخفت صداه.. لنكرّرها: ماذا بعد؟!
أمُصرٌّ قبل مغادرة إلى «منفاك الباريسي» إيصالنا إلى «قعر سقر»؟!.. فبُشراك بجهنّم عشناها، وما زلنا يومياً حتى كدنا التأقلم معها.. لكن أنْ يُمعن «مُسيّرك أبو إصبع» قبيل الانتخابات بقلتنا فهذا كثير وأكثر.. حتى أكد أحد الناجين من «قارب الموت الطرابلسي» إصراره على تكرار محاولة الفرار من اليم اللبناني المتلاطم، قائلاً: «هيك هيك ميّتين.. عشنا وعايشين بجهنم.. وعم نموت ألف موتة.. نموت بالبحر وياكلنا الشمك أشرف»..
كارثة «قارب الموت الطرابلسي».. ستبقى منبعاً للوجع وصراخ وآلام وإغماء أهالي الضحايا.. وفرحة أهالي الناجين الممهورة بالخيبة بعد ضياع جنى العمر.. ويوم حداد وتنكيس أعلام.. ومُطالبات كثيرة بالتحقيق بسبب الحادثة.. فإنّ القضية تبقى أنّ العابرين إلى الأمل المفقود ولو بشكل غير شرعي.. منهم مَنْ ابتلعته لُجج المتوسط.. ومنهم مَنْ انتُشل جثماناً أزرق.. ومنهم مَنْ نجا بعد غرق جنى العمر إلى أعماق الجهنم اللبناني..
عدّة أيام وتُنسى الكارثة، ويقتصر الألم على أهالي الضحايا المنكوبين أصلاً بيومياتهم اللبنانية.. وسرعان ما نسمع عن كارثة أو مُصيبة جديدة تهز أركان البلد.. أو قد ننشغل بالاستحقاق الانتخابي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى.. ليبقى الاختيار المُقبل الصائب لشعب حرقه جمر الجوع والخنوع الأمل الوحيد بألا تتكرّر قوارب الموت أو تفجيرات مخازن السلاح المتفلّت!!

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!