بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

24 تشرين الأول 2019 12:00ص هيلا هيلا هو!!

حجم الخط
ماذا عسى الكلمات أنْ تقول؟!.. أو بأي أسلوب وطريق قد تتمكّن من التعبير.. عن تلك الدموع التي انهمرت من عيني «إبن الزي المُرقّط».. ذاك الشهم الأبي الذي عجز صدره.. عن تحمّل ما تراه عيناه يحلُّ بأهل بلده وناسه..  

بحر دموع فاض من عينيك.. لأنّ قلبك وعقلك يقولان لا.. فيما الأوامر تقول نعم.. وكم كُنتَ تتمنّى لو لم تكن سترة «الشرف التضحية والوفاء».. تُكبِّل إنسانك لانطلقت أسرع من رصاصة أو طرفة عين.. مُردِّداً «كلُّن يعني كلُّن»..

دمعك الذي انهمر ليته جمّر صدورهم.. الخاوية إلا من التفكير بأنفسهم وتضخّم جيوبهم.. وهم من قصورهم وعليائهم يتبجّحون.. ويتوعّدوننا بعظائم الأمور «في حال فلّوا».. فلهم نقول: «لو فيكم ذرّة شرف» لاستحيتم من دمع هذا الجندي.. «لو فيكم ذرّة كرامة».. لكنتم اليوم أسرى منازلكم.. تتحضّرون لاستقبال العيش خلف القضبان.. لكن «إنْ لم تستح فافعل ما شئت»..

يوم أمس اجتاح دمعُهُ أفئدة المُعتصمين.. فاعتصرتْ لخوفه عليهم ولوجعهم عليه.. وإنْ كان دمعه شقَّ الصدور أمس.. فمَنْ منّا نسيَ الحاجّة نجوى التي قبّلها.. الضابط على جبينها خلال الأيام الأولى للانتفاضة.. بعدما سدَّد إليها نظرات إكبارٍ وتقديرٍ من أُمٍّ تحنو على ولدها.. خوفاً من أنْ تسرقه الثورة من قلوب الناس..

اليوم تفشّى الحُب الحقيقي في بلدي.. تفشّى أمل الوحدة والتضامن.. في وجه وباء الفِرقة والتطيّف ولصوص حقوق الناس.. اليوم صاح الدم «نحن واحد.. لبنان كلّه واحد.. وإنتو فلّوا يعني فلّوا.. وهيلا هيلا هو»..


أخبار ذات صلة