اللبناني يتذمر أدمن التذمر، ادمان من نوع خاص.
يتذمر من وضع الكهرباء، لكنه يذهب آخر الشهر حائراً حاملاً الـ100 دولار لدفعها لصاحب المولد.
يتذمر من وضع المياه لكنه يقف بالدور لساعات أمام صاحب الستيرنات ليؤمن المياه لخزانه وثمن البرميل كذا..
يتذمر من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكنه يستدين ليؤمن حاجات ومتطلبات عائلته.
يتذمر من ارتفاع كلفة التنقل، لكنه في آخر المطاف يعتمد على قدميه.
يتذمر من أسعار الدواء المحلقة، لكنه اكتشف الطريق الى المستوصفات والجمعيات.
يتذمر من اهتراء حذائه القديم لكنه يجد الحل عند الاسكافي.
يتذمر من قدم ملابسه، لكنه يجد الحل عند محلات «البالة» وخياط التصليح.
ويطول الجدول..
كلما التقى اثنان لا حديث لهما الا التذمر.
تذمر يشمل الجنسين وإن اختلفت الأسباب.
يحاول اللبناني ايجاد علاج لتذمره، فلا يجد الا المهدئات سبيلاً لراحة مؤقتة.
هي كافة مواصفات نكد العيش الذي فرضه أولياء الامر على الناس الطيبين ابناء هذا البلد الطيب.
تذمر لا تعرفه منازل الساسة واتباعهم والمصفقون لهم.. فهل على اللبناني أن يصفق أو يتبع كي كلا يتذمر؟!
والى متى يستمر التذمر؟!
وما نوع هذا التخدير الذي أصاب الناس حتى بات الجهاز الهضمي ولوازمه لهما الاولوية في حياة منغصة؟
اذا كان التوقع بأن الانفراج يأتي من فوق فهو كانتظار البرودة من النار، في حالة كهذه التي نعيشها الانفراج يأتي من قاعدة الهرم وليس من قمته، فالطغمة التي فوق آخر همومها ما يجري وكأنها تعيش في كوكب آخر هو الفردوس بالنسبة لها، بعد ان باتت ثرواتها في مصارف ما وراء البحر ولا هم ولا غمّ.
التذمر قول..
والقول لا يغير حال..
التغيير والانفراج يأتيان من الفعل..
وشتان ما بين القول والفعل..
والسؤال المهم الآن..
متى ينتهي مفعول المخدر؟!..