هذا هو الواقع..
هو وطن التناقض، فالصور الواردة من وسائل التواصل على تنوعها تظهر مقدار البذخ والابتعاد عن الواقع المزري في البلد.
طاولات عامرة بما لذ وطاب وتوابعها في أماكن يتطلب الدخول إليها الحجز المسبق مع أرقام حبلی في نهاية فاتورتها.
هناك شريحة في هذا الوطن كأن لا علاقة لها بالأرض التي تقف عليها، ولا علاقة لها بما حولها.
لا ترى على سبيل المثال كثافة من يبحثون عن الطعام في مستوعبات القمامة.
ولا ترى الحائر في أمره الباحث عن ثمن الدواء المفقود والقوت لعياله.
ولا المضروب على رأسه بعد ان صرف من عمله..
ولا آثار العناد الدافع للسيد دولار صعوداً مع عقارب الساعة قد يقول قائل:
وهل ممنوع على مواطن أن يسهر ويُخفّف همه؟
لا أحد يمنع أحداً، ولكن على المرء أن يشعر بمن حوله..
خصصوا نسبة مئوية من كلفة سهرتكم لذوي الحاجة فقد تقضي على حيرة وتهدىء من عذاب..
أعطوا ما لكم لكم وما لله لله.
وطن مبني على السلب والإيجاب لكن هذه المظاهر الطاغية تغلب السلب.
وتجعله حقاً وطن التناقض.