بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 أيلول 2021 12:00ص وطن ليس للبيع!

حجم الخط
قصة قصيرة عن عائلة تعيش في بيت كبير.. لم تجد مانعاً من أن تؤجر حجرة منه.. ثم حجرة أخرى.. ثم حجرة ثالثة.. وهكذا.. جرى المال في يد الأسرة.. 

وراحت تنفقه على أشياء لا لزوم لها.. لكن المستأجرين سرعان ما ضجوا بالشكوى من قلة المياه.. فوافقت الأسرة على أن تقترض منهم لإصلاح المياه.. ثم اقترضت منهم لإصلاح شبكة الصرف.. ثم اقترضت منهم لإصلاح طرقات الحديقة.. ولأنها عجزت عن السداد.. فقد سمحت بمزيد من الغرباء يدخلون البيت ويسكنون فيه.. ثم سمحت لهم بالسيطرة على الحديقة.. ثم تركت لهم كل البيت وسكنت فوق السطح.. ثم لم تجد مفراً من أن يعمل أفرادها في خدمة هؤلاء الغرباء.. أصبحوا خدماً لهم.. 

وهنا صرخ الابن الكبير: إن هذا البيت لم يعد بيتنا.. نحن الذين أصبحنا فيه غرباء.. لكن.. الأب غضب بعنف على ما سمعه من ابنه.. وسارع بفتح خزانته السرية وأخرج منها ورقة قديمة تثبت أنه ورث البيت أباً عن جد. 

وقد دخل كاتب القصة السجن بعد نشر هذه القصة..وقال المدعي العام العسكري الذي كان يحاكمه إنه كان يقصد الوطن بهذا البيت.. 

وابتسم  الكاتب ابتسامة ساخرة وقال: ما دمتم بهذه الفطنة ،فلماذا فتحتم أبواب وحجرات الوطن للغرباء حتى احتلونا بالديون وأصبحنا نحن الغرباء رغم سندات الملكية التي نحملها ونحن سعداء؟؟!!

نعم تعرفون جميعاً انكم في لبنان شرعتم ابوابنا ونوافذنا لكل الغرباء فدخلوا ارضنا وسرقوا بالتكافل والتضامن معكم خزينتنا وخيرات بلادنا و«الحبل عا الجرار» وقد يطال بلا شك ثروتنا النفطية التي تهملون عن قصد استخراجها ليس من اجل المحاصصة فقط بل لتجدوا شركاءكم الخارجيين ممن ستبيعون له الوطن مجدداً، لكن هناك من سيقف ويقول لكم وطننا لم يعد معروضاً للبيع.


أخبار ذات صلة