بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 نيسان 2018 12:00ص وكذلك ننجي المؤمنين

حجم الخط
«وما بعد الصبر إلا الفرج».. «ما ضاقت إلا ما فُرِجتْ».. شرّع ذراعيه ناحية أبواب السماء.. وأطلق «صاحبنا» زفرة وصل صداها إلى ملكوت الرحمن.. وردّد: «الحمد لله على ما أعطانا.. والحمد لله على ما أخذ.. الحمد لله على الإمتحان الصعب.. الحمد لله ما ابتُلينا به أرحم من مصائب سوانا»..
رنّ الهاتف على غير اعتبار أو موعد.. وكأنّه يوم الفرج او الأمل الموعود.. تراقصت نبضات القلب في حنايا فؤاد «صاحبنا».. أيُعقل أنّه يهاتفني للهدف المنشود؟!.. سأل نفسه.. بل إنّه الرحمن إذا ما شاء الفرج رسم له خطاه على عجل.. فأطلقت عيناه فيضاً من دمع مخنوق.. وتكلّم الوجع المُقيم من أعماق الصميم إلى الكون العميم.. 
فسأل «صاحبنا» مُهاتِفه: أتسأل عمّا يخطر ببالي؟!.. أم إنّك تستفسر عن أحوالي؟!.. ردَّ المتصل: بداية أحمل إليك طيب السلام.. وأطمئن إلى أحوالك.. وللصراحة هدف اتصالي.. هو ضيق السُبُل بي.. وأنت البلسم لجرحي المفتوح..
فسارع «صاحبنا» إلى قول: لا بالله وتالله انت البلسم لألم حلَّ وحطَّ واستقرَّ.. فهتك النفس قبل الجسد.. والأعصاب قبل الأوتار.. حتى لكأنّ الصمت تكلّم.. فنطق وجعاً.. فاستطرد المتّصل: أما زلت تعبر بين الضجيج في زمن العتمة والخوف.. ردَّ: ماذا عساي أقول: والرب إذا ما جاد مدَّ يده قائلاً: «يا عبد إصبر تنل».. ولله الحمد صبرت وعلّي على أبواب أن أنال.. ولو بمسعى دنيوي لكنّ أقلّ ظروفه أنّ يريح أسرتي الصغيرة..
توافق المتعوس مع خائب الرجاء.. بل توافق المرتجي مع المؤثِر.. وتوافق الأمل بقرب الفرج.. فكان بسمة تتسابق إلى الوجه تسأله أما آنَ له أنْ تضحك.. أما آنَ لك أنْ تبتهل.. وأما آنَ لك الرضى.. فبادرها قائلا: «فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ».


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود