بعيداً عن أي انتماء أو عقيدة أو فكر.. وتمسّكاً بالانتماء للوطن عقيدة وفكراً وإيماناً.. أقول وبالفم الملآن هو بطل بكل ما للكلمة من معنى.. أقلّه من وجهة نظري الشخصية.. لأنّ (إبن الـ44 عاماً) لم يترك بلده ويفر إلى أقرب سفارة تأويه.. ولم يهرب من ساحة الحرب إلى المنفى الاختياري نجاةً بنفسه.. بل تدثّر بالدرع الواقي وتوجّه إلى الخنادق كتفاً بكتف مع جنوده الأبطال.. يدٌ على الزناد وأخرى تحمل مكبّر الصوت ليؤكّد لعسكره قبل العالم أجمع.. أنّ الفرق شاسع جدّاً بين الموت بشرف والفرار تاركاً شعبه لقمة سائغة للعدوان..هو «اليهودي».. لا بل «خادم الشعب».. لا بل أيضاً وأيضاً هو القائد الأعلى للحرب ورئيس جمهورية أوكرانيا «فولوديمير زيلينسكي».. الذي لم يغادر الزي العسكري جسده منذ اندلاع الحرب.. ولم يرتد «البيجاما» ليفر بها إلى أقرب بلد يحميه من الروس.. أو أنّه لا يطل إلا عبر الشاشات أو من خلال دروع مصفّحة.. وجدران عزل وقطع طرقات على المواطنين لانعقاد جلسة هنا وهناك..
ذلك لأنّ الشرف الذي جسّده عبر «التمثيل» أعمق بكثير على أرض الواقع.. ليحقّق بصموده ودفاعه عن أرض وعرضه وشرفه وإنسانه ووطنه.. ثلاثية «شعب، جيش، مقاومة».. التي لطالما سمعتُ عنها في بلدي وأبداً لم أرها تتحقّق.. بل في كل مرّة تكون سبباً للتقسيم والتقاتل..
لذلك وفي ظل الهمجية الروسية ضد الأوكرانيين انتقاماً من «حلف الناتو».. ما جعل من أوكرانيا بكل معالمها صورة عن لبنان يوم كان ساحة لحرب الآخرين على أرضه.. أراني أبحث عن زيلينسكي لبناني؟!.. أراني أسأل: أما من زيلينسكي جديد يُنقذنا من تجّار الموت؟!.. من السياسيين على أنواعهم.. والطامحين للقبّة البرلمانية مثلهم.. والمصرفيين والصرّافين وتجّار الدولار بكبيرهم وصغيرهم.. إلى الأطباء والمستشفيات والصيادلة وتجّار الدواء.. إلى تجّار المواد الغذائية والمحروقات.. واللائحة تطول..
بل أراني اليوم أبحث عن قائد لبناني يكون فيه من البطولة شذرات من القائد الأوكراني.. ومن الطموح والإقدام بعضاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.. ومن التطوّر والإنجاز القليل من الشيخ محمد بن راشد.. ومن القسوة والجبروت القليل من الشهيد صدّام حسين.. والكرامة والعزّة والإباء والدين والشرغ البعض من المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد.. ولا يزال البحث عن هذا الزعيم مستمراَ!!