بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 أيلول 2021 12:00ص ويبقى الأمل معدوماً!

حجم الخط
متنقّلاً داخل أروقة السوبرماركت متفقّداً الأسعار.. التي فاقت مُعدّلاتها بآلاف المرّات.. وإذ بسعر كان أمس الأوّل أرخص بمرّة أو اثنتين.. وسعر آخر ارتفع عدّة مراّت.. وثالث قفز قفزة مهولة.. لتُنبئني خدمة الخبر العاجل بأنّ الدولار يهوي.. بل يغرق إلى ما دون الـ15000 ليرة لبنانية للدولار الواحد.. وهو ما يعني حتمية هبوط الأسعار لا ارتفاعها..

غادرتُ دون أنْ أشتري شيئاً بل حملتني عجلات سياراتي إلى كورنيش عين المريسة.. حيث ترجّلت لأحظى ببعض الشمس التي أوشكت أنْ تتحوّل إلى خريفية.. فإذ بي أسمع حواراً بين شخصين كانا على المقعد المجاور.. قالت له: «كنتُ مساء أمس أتصفّح الفايسبوك.. فوجدتُ المحل الفُلاني.. وقد قدّم عروضات على مواد التنظيف.. فقرّرتُ زيارته في اليوم التالي.. وخلال طريقي إلى الموقع المقصود مررتُ على آخر.. إيماناً منّي بأنّ أسعاره حتماً أرخص.. لتكون الفاجعة بمضاعة السعر مرّتين.. وتنقّلتُ بين السلع وإذ بها ترتفع رغم انخفاض الدولار»..

فبادر جليسها إلى قول: «أنا مبارح كان عندي عيد.. ولو كنتُ أملك مسدّساً لأطلقتً العنان له فرحاً».. فابتسمت وقالت: فرّحنا معك!!.. فقال لها: بعد انتظار لـ6 ساعات تمكّنتُ أخيراً من «تفويل سيّارتي وبلا سعر سوق سودا».. 

تركتهما يتسامران ومضيتُ أتأمّلُ حال الدُنيا.. لأسمع ثالثاُ يتحدّث عبر الهاتف.. ويُخبر متلقيه من الجهة الأخرى.. بأنّه ولله الحمد وبعد جُهد جهيد وسؤال «اللي بيسوى واللي ما بيسوى» وجد الدواء الذي كان يبحث عنه لطفلته.. أما دواء زوجته فلا يزال في مرحلة البحث.. فيما دواؤه هو طلبه من الخارج لأنّ الأمل من وجوده في البلد معدوم.. 

ويبقى الأمل في «لبنان» معدوم.. ورحم الله من قال يوماً «طوبى بمن بملك مرقد عنزة في لبنان».. لأنّ المقولة انقلبت على أصحابها وأصبحت «طوبى لمَنْ يتمكّن من العيش كريماً في لبنان.. أو على أقل تقدير يُغادر لبنان».. 

 


أخبار ذات صلة