بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 تموز 2020 12:00ص وينن؟!: نايمين!!

حجم الخط
«شدّوا وقدّوا» ونزلوا ونزلنا.. صرخوا وصرخنا.. طالبوا وطالبنا.. وانتهى المشوار قبل أنْ يبدأ.. منذ 17 تشرين الأول 2019 كان كل أملنا.. يوم نزلنا إلى قلب العاصمة مُطالبين أهل الحكم بالنظر إلينا.. وإلى مطالبنا البسيطة بحياة كريمة في بلدنا.. أنْ نعبر الطوائف ونعبر المناطق ونعبر التشرذم إلى وحدة وطنية.. وفعلاً أوّل ما تجلّت رسمت صورة وطن أوسع لأبنائه.. حتى العالم أجمع ظنَّ أنَّ اللبنانيين خلعوا ثوب التبعية للداخل والخارج معاً.. وانتفضوا من أجل لقمة العيش..

لكن «الله يصطفل باللي طيّفوا الثورة.. وفرّقوا أهلها بين الألوان والمذاهب».. وزادت «كورونا» في وأد ثورتنا في ريعان شبابها.. ويوم سعينا إلى عودتها حوّلوها إلى مخرّبين وزعران فرفعوا السواتر وعلّوا الحيطان.. إلى أنْ بدأوا سلسلة من الاعتقالات والتوقيفات بتهمة حرية الرأي والتعبير.. بتهمة «ما تحكي نحن منحكي عنّك».. بتهمة «إلك تم كول إذا لقيت شي تاكلو أو كول... وسكوت».. فاستدعوا هذا وأوقفوا ذاك.. واعتقلوا ذلك وشوّهوا صورة ذاك..

إلى أنْ شعرنا وكأنّنا أيتام ننزل الساحات نسأل «وينن؟!».. أين مَنْ كانوا السند والعضد.. أين الثوار الذي هتفوا من الوجع والجوع.. هل تحوّلت الثورة إلى قطع طرقات وإشعال مستوعبات النفايات.. والدولة من ألفها إلى يائها «غرقانة بالعسل».. وطموحات الزعامة والرئاسة تسود المواقف؟!.. أين الثورة التي أصبحت اليوم عبئاً على من آمنوا بها وكانوا أهلها الحقيقيين.. الذين انتفضوا على الـ6 دولارات وعلى الـ10000 للدولار.. الذين جاعوا وأبوا الصمت.. فسارعت السلطات إلى توقيفهم عن «أبو جنب»..

أما السؤال الأول والأخير: أين الذين كانوا مدماكاً أساسياً في أيام وليالي الثورة؟!.. أين الذين نصبوا مُكبّرات الصوت وعلّوا الصوت حتى يسمع القاصي والداني؟!.. هل كانوا يضحكون علينا وصدق مَنْ اتّهمهم بالتبعية للسفارات؟!.. أم إنّ الخوف منعهم اليوم من قول كلمة حق في وجه حاكم ظالم؟!.. أو إنّ التوقيفات والاعتداءات أرهقتهم.. لتذهب دماء مَنْ استشهدوا أو فقدوا أعينهم أدراج الرياح؟!.. أو إنّها اليوم استراحة مُحارب نتمناها ونأملها.. وليست جولة في دنيا النائمين!!  


أخبار ذات صلة