بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2018 12:23ص أحمد جرار شهيداً بعد استنزاف الإحتلال

شهيد وعشرات الجرحى في مواجهات الضفة

مبنى دمرته قوات الإحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون استشهد فيه أحمد جرار، مبنى دمرته قوات الإحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون استشهد فيه أحمد جرار،
حجم الخط
استنزف و»دوخ» الكيان الصهيوني، قيادة سياسية وعسكرية وأمنية على مدى حوالى الشهر، أحمد نصر جرار (22 عاماً) شهيداً، خلال تواريه في مبنى ببلدة اليامون - قرب مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
ولقن الشهيد جرار الإحتلال الإسرائيلي دروساً تمثلت بـ:
- أنه حدّد هدفه، وهو الحاخام الصهيوني المتطرّف رازيئيل شيبح (35 عاماً)، الذي مارس أبشع أنواع التنكيل والأذى بالفلسطينيين بإطلاق النار عليهم وعلى ممتلكاتهم ومنازلهم، فأقدم على قتله بالقرب من مستوطنة «حافات جلعاد» المحاذية لمدينة نابلس (9 كانون الثاني الماضي).
- التمكن من التواري وإفشال محاولات عدّة لقوات الإحتلال وأجهزته كافة في اعتقاله.
- تواجد البيئة الحاضنة للمقاومين، التي أمنت احتضانه ومساعدته في التواري، بل افتداءه، حين أطلق إبن عمه العنصر في شرطة السلطة الفلسطينية أحمد إسماعيل جرار النار على دورية الإحتلال المهاجمة، فأصاب ضابطاً وجندياً منهم قبل أن يستشهد، ونزول المئات من الشباب إلى الشارع لاعاقة محاولات الإحتلال اعتقال المطلوب لها.
- أن مقاومة الإحتلال متجذرة، حيث يُحدّد الفلسطيني عمليته أسلوباً وهدفاً ووسيلة وينفذها.
- أن هناك عدداً كبيراً من المنفذين الفلسطينيين ممن يحملون الهوية الإسرائيلية، وبينهم نشأت ملحم ومحمّد الجبارين الثلاثة (أبناء العمومة)، وليس آخرهم الشاب عبد الكريم عادل عاصي (19 عاماً)، الذي قتل طعناً، أمس الأوّل الحاخام المتطرّف «ايتمار بن غال» عند مدخل مستوطنة «أريئيل» - قرب سلفيت - شمال الضفة الغربية.
وفي ساعات الصباح الأولى ليوم أمس، استدعت قوات الإحتلال وحدات كبيرة بينها قوة من الوحدة الخاصة «يمام» التابعة لشرطة الإحتلال، وقامت بتطويق مبنى كان يتواجد فيه جرار في بلدة اليامون - جنوب مدينة جنين.
ولاحظت حركة لجرار في المبنى، ولم تدرك قوة الإحتلال، إن كان يستعد للانسحاب أو الاشتباك معها، فأطلق جنودها النار باتجاهه ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وعثر معه على سلاح من نوع M16 وحقيبة كانت بحوزته عثر بداخلها على كمية كبيرة من الرصاص والمتفجرات، ونسخة من القرآن الكريم، كان قد أهداه إياها والده نصر جرار قبل استشهاده.
واعترفت قوات الإحتلال أن ملاحقة جرار كانت «معقدة».
وقالت في بيان أصدرته: «جرى هدم المبنى الذي تواجد فيه جرار، قبل إطلاق النار عليه وتصفيته».
وزعمت قوات الإحتلال أنه خلال محاولة اعتقاله، خرج جرار من المبنى الذي تحصن في داخله، وتعرض لاطلاق نار من قبل قواتها وتصفيته.
ويظهر التناقض في ادعاءات الإحتلال، لأنه لو جرى توجيه دعوات له عبر مكبرات الصوت لتسليم نفسه، وإطلاق النيران الخفيفة باتجاه المبنى، لكان أحمد جرار قد ردّ بإطلاق النار أو إلقاء القنابل بإتجاه قوة الإحتلال، وهو ما لم يتم.
وأقدمت قوات الإحتلال على اختطاف جثمان الشهيد أحمد جرار، وحمله في آلية عسكرية ونقله إلى جهة معلومة.
وزعمت وسائل اعلام العدو أن جرار كان المخطط الرئيسي لقتل الحاخام بالقرب من نابلس، وأنه وزملاؤه كانوا قد خططوا لتنفيذ عمليات أخرى.
وفي أوّل تعليق لها على استشهاد نجلها أحمد، قالت والدته ختام جرار: «تأكدت من استشهاد أحمد حينما أحضروا لي ملابسه».
وبينما كانت تتوسط عدداً من النسوة في بلدة برقين ممسكة بسبحة بيدها، كانت تترضى على فلذة كبدها وتبتهل إلى الله سبحانه وتعالى «أن يكون راضياً عنه ويتقبله شهيداً»، مؤكدة «سأبقى من الصابرين».
وتباينت ردود أفعال قيادة الإحتلال حول عملية اغتيال جرار، فأكد وزير جيش الإحتلال أفيغدور ليبرمان: «أغلقنا الحساب مع أحمد جرار، وسرعان ما سنصل إلى قاتل «بن غال».
وإثر إعلان استشهاد جرار، إندلعت مواجهات عنيفة في بلدة اليامون بين قوات الإحتلال وأبناء البلدة.
كما اقتحمت قوات الإحتلال، مساء أمس، منطقة الجبل الشمالي في مدينة نابلس في الضفة الغربية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين، استخدم خلالها الإحتلال الرصاص الحي والمطاطي، استشهد خلالها الشاب الفلسطيني خالد وليد تايه، وأصيب 70 فلسطينياً على الأقل، بينهم حالتان خطيرتان.
وحاصرت قوات الإحتلال عدداً من المنازل في منطقة الجبل الشمالي في نابلس، أحدهما لعائلة منفذ عملية الطعن بالقرب من مستوطنة «أريئيل» عبد الحكيم عادل عاصي، بالإضافة إلى منزل صديقه من عائلة العبوه، وبناية «أبو صالحة»، واعتقلت 4 شبان من شارع مؤتة بمدينة نابلس.
إلى ذلك، أشاد رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، بجهود عناصر «الشاباك» ووحدة مكافحة الإرهاب الشرطية والجيش الإسرائيلي باغتيال جرار، مهدداً بتعامل مماثل مع منفذ عملية الطعن بالقرب من مستوطنة «أريئيل».