بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 نيسان 2018 12:03ص «الموساد» يغتال البطش خبير الطائرات المسيرة في ماليزيا

فلسطينيون يرفعون صورة الشهيد البطش في مسقط رأسه مخيم جباليا - في غزة فلسطينيون يرفعون صورة الشهيد البطش في مسقط رأسه مخيم جباليا - في غزة
حجم الخط
اغتال العدو الإسرائيلي صباح أمس الأول (السبت) الأستاذ الجامعي والعالِم الفلسطيني الشاب الدكتور فادي محمّد البطش (36 عاماً)، الكادر في حركة «حماس»، في العاصمة الماليزية، كوالالمبور.
وتبدو بوضوح بصمات جهاز «الموساد»، بتنفيذ جريمة الاغتيال، ضمن الإرهاب المنظّم الذي يمارسه الكيان الصهيوني.
وأوضحت السلطات الماليزية أنّ «المنفّذين ليسوا أصدقاء لفلسطين»، في وقت توعّدت الفصائل الفلسطينية العدو الإسرائيلي بأنّ «هذه الجريمة لن تمر من دون عقاب».
جريمة دولة إرهاب، اتخذت قرارها حكومة الإحتلال، ونفّذها جهاز «الموساد» في معركة استهداف وحدات البحث والتطوير للمتفوقين الفلسطينيين في العالم.
هذا في وقت يحاول فيه العدو نقل الصورة إلى خارج الأراضي المحتلة، بعدما ظهر العجز الإسرائيلي، بالتصدّي للإنتفاضة الفلسطينية المتواصلة، والتي تتعاظم يوماً بعد آخر، وتشمل أراضي فلسطين التاريخية، خاصة مع إحياء مسيرات العودة التي تتصاعد وتيرتها مع اقتراب الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين في 15 أيّار المقبل.
تنفيذ الجريمة
فقرابة السادسة من فجر أمس الأوّل (السبت) بتوقيت كوالالمبور، خرج الدكتور البطش من منزله سيراً على الأقدام باتجاه ممر للمشاة، قاصداً غومباك - إحدى ضواحي كوالالمبور والقريبة من مكان إقامته، ليؤمَّ صلاة الفجر هناك.
لكن كان مسلّحان بملامح أوروبية وبشرة فاتحة، يعتمران خوذتين تغطيان وجهيهما بشكل كامل، ينتظران على دراجة نارية من طراز BMWGX، حيث أطلقا 14 رصاصة من سلاحين فرديين مزودين بكاتمين للصوت، باتجاه رأس الشهيد البطش، أصابت 4 منها جسده، بينها واحدة قاتلة استقرّت في رأسه، فيما عُثِرَ على رصاصات أخرى في مكان الجريمة، قبل أنْ يتمكّنا من الفرار.
والتقطت كاميرات مراقبة مزروعة في مكان الجريمة صور مطلقَيْ النار، وهما ينتظران على دراجتهما النارية قبل نحو 20 دقيقة من تنفيذ الجريمة، وعملت شرطة كوالالمبور على متابعة لوحات ترخيص الدراجات النارية، في محاولة لتوقيفهما قبل التمكن من مغادرة ماليزيا.
وكان من المفترض أنْ يسافر البطش في اليوم التالي (الأحد) إلى تركيا لترؤس مؤتمر علمي حول الطاقة.
وسارعت السلطات الماليزية إلى فتح تحقيق بالجريمة، حيث أكّد نائب رئيس الوزراء الماليزي وزير الداخلية أحمد زاهد حميدي أنّ «الحكومة تبحث احتمالية تورّط وكالات أجنبية باغتيال الأكاديمي الفلسطيني»، مشيراً إلى أنّ «البطش كان مهندساً كهربائياً وخبيراً في صنع الصواريخ».
وتتابع سفارة فلسطين في ماليزيا مع السلطات هناك التحقيقات بالجريمة.
وتوجّه وفد قيادي من «حماس» إلى ماليزيا للمشاركة في التحقيقات الجارية، ويتوقع ألا يجد صعوبة في الحصول على المعلومات الضرورية من السلطات الماليزية المتعلّقة بهذا الأمر.
وبدأ أطباء شرعيون ماليزيون، بتشريح جثمان الشهيد الطبش، بمشاركة أطباء من حركة «حماس»، حيث سيتم تسليم جثمانه إلى عائلته بعد انتهاء التشريح.
من جهته، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية أنّ «المعركة مع إسرائيل انتقلت إلى خارج الأراضي المحتلة».
وأضاف: «للعدو حساب مفتوح مع الشعب الفلسطيني، لا سيما أنّه ينقل المعركة إلى الخارج».
وقال هنية: «لقد حدّد العدو أهدافه من العلماء والطلاب والناشطين من جميع الفصائل الفلسطينية في الخارج».
واتهمت عائلة البطش في بيان لها «جهاز الموساد بالوقوف وراء اغتياله»، مطالبة «السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورّطين بالاغتيال قبل تمكّنهم من الفرار، وتسهيل عملية إعادة جثمانه إلى جباليا في قطاع غزّة ليدفن هناك».
وسارع وزير جيش العدو أفيغدور ليبرمان للمساومة في عملية إعادة جثمان الشهيد البطش إلى قطاع غزّة، حيث طالب بإعادة جثتي الجنديين آرون شاؤول وهدار غولدين، اللذين قتلا في عملية «الجرف الصامد» على قطاع غزّة، والموجودتين لدى حركة «حماس» لدفنهما داخل الكيان الإسرائيلي.
والشهيد البطش من مخيّّم جباليا في قطاع غزّة، متأهّل وله 3 أولاد، ويُعتبر أنموذجاً للشباب الفلسطيني المكافح، وكان يعمل موظّفاً في سلطة الطاقة في غزة، قبل سفره إلى ماليزيا منذ حوالى 10 سنوات، لمتابعة دراسة هندسة الكهرباء.
وأجرى في نهاية العام 2014 بحثاً حول منظومة محرّكات لطائرات من دون طيّار، وآخر بشأن تطوير موجات FM تستخدم في تسييرها.
ويتّهم الإحتلال الإسرائيلي البطش بأنّه ينتمي إلى وحدة خاصة في «حماس» تعمل على تطوير أسلحة مهمة، بينها صواريخ تستخدمها الحركة، ومسؤول عن تطوير أدوات تتعلّق بتحسين حركة طائرات من دون طيّار تستخدمها «حماس».
وكان البطش مُحاضِراً في جامعة خاصة بماليزيا، وإماماً لمسجد وناشطاً في جمعيات إسلامية، من بينها «My Care» و«i4Syria».
وقد حصل على عدد من الجوائز العلمية، أبرزها: جائزة منحة «خزانة» الماليزية عام 2016 كأوّل عربي يُتوّج بها، بعدما كانت مخصصة للطلبة الماليزيين فقط، قبل أن توافق الحكومة على إدراج الطلبة الفلسطينيين فيها.
 كما حصل على براءات اختراع عدّة لتطويره أجهزة إلكترونية ومعادن لتوليد الكهرباء.
وأثناء رحلته الدراسية، نشر عدداً من الأبحاث العلمية الهامة، وشارك في مؤتمرات دولية باليابان وبريطانيا وفنلندا وغيرها.
ونعت حركة «حماس» في بيان لها «إبناً من أبنائها البررة، وفارساً من فرسانها، وعالماً من علماء فلسطين الشباب»، مشيرة إلى أنّ «البطش تميّز بتفوّقه وإبداعه العلمي، وبما له من إسهامات مهمّة ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة، ويشكّل مثالاً للوعظ الإسلامي والعمل من أجل القضية الفلسطينية».
كما نعت الشهيد البطش الفصائل الفلسطينية.
وجريمة اغتيال الشهيد البطش، تذكر بجرائم أخرى نفذها العدو الإسرائيلي، ومنها:
- اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري، في منطقة صفاقس في تونس (15 كانون الأول 2016).
- اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح في دبي (19 كانون الثاني 2010).
- إغتيال أمين عام «حركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا (26 تشرين الأول 1995).