بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آذار 2019 06:37ص الوفد المصري يعقد لقاءات مكوكية لضبط «التهدئة» استباقاً للمسيرة المليونية

عباس: «حماس» موافقة على دويلة في غزة

حجم الخط
يجهد الوفد الأمني المصري في فكفكة الألغام توصلاً إلى تهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، استباقاً لموعد مسيرة العودة المليونية، المقرّر انطلاقها يوم غد (السبت) على حدود القطاع، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار، في الذكرى الـ43 ليوم الأرض، الذي انطلق في 30 آذار 1976، من منطقة الجليل.
وتزامناً تشهد أماكن الانتشار والتواجد الفلسطيني نشاطات بالذكرى، لكن تبقى الأنظار شاخصة إلى الاستعدادات لإحياء الذكرى على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، بدعوة من «الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار»، لتكون مسيرة مليونية، تُقابلها حشود لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي وُضعت في حالة استنفار وتأهب لمواجهة كل الاحتمالات الممكنة، مع وصول دبابات وجرافات قامت برفع سواتر ترابية في محيط السياج الفاصل.
ويواصل الوفد الأمني المصري اتصالاته المكوكية المكثفة بين مسؤولي الاحتلال والفصائل في غزة، لتثبيت التهدئة.
ويترأس الوفد المصري مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق، وبرفقته وكيل وزارة المخابرات العميد أحمد فاروق والعميد محمّد طوصن.
والتقى الوفد، مساء أمس الأوّل (الأربعاء)، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور اسماعيل هنية، ومن ثم عقد لقاءً حضره رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار، وممثلون عن «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، «حركة الجهاد الإسلامي» و«لجان المقاومة».
وأطلع الوفد المصري الفصائل على نتائج مباحثاته مع الجانب الإسرائيلي في اللقاء، مستمعاً إلى مطالب الفصائل حول ذلك، والتي تشترط وجود ضمانات، وأن يكون التوصل لأي اتفاق محدداً بسقف زمني.
وانتهى الاجتماع قرابة الثالثة فجراً، حيث توجّه الوفد المصري مباشرة إلى تل أبيب عبر معبر بيت حانون «إيرز»، والتقى المسؤولين الإسرائيليين، وأطلعهم على نتائج مباحثاته مع الفصائل والقوى الفلسطينية.
وعاد الوفد المصري، ليل أمس (الخميس)، إلى قطاع غزة حاملاً الاقتراح الإسرائيلي، حيث عقد لقاءات مع الفصائل الفلسطينية لمناقشة الملاحظات.
وانتهى الاجتماع بعيد منتصف ليل أمس، حيث أصرّت الفصائل الفلسطينية على التمسّك بمسيرات العودة السلمية، مع الموافقة على وقف مسيرات الإرباك الليلي.
وبات الوفد المصري ليلته في غزة، حيث سيستأنف لقاءاته اليوم (الجمعة) مع الفصائل في القطاع. 
وذُكر أن الجانب الإسرائيلي وافق على:
- زيادة عدد الشاحنات التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر «معبر كرم أبو سالم التجاري» من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
- فتح المنطقة الصناعية في «إيرز» وتشغيل 15 ألف عامل ليرتفع العدد مع الوقت إلى نحو 40 ألف عامل.
- توسيع مساحة الصيد قبالة شواطئ غزة لتصل إلى 12 ميلاً.
- زيادة كمية الكهرباء على خط 161 القادم من الأراضي الفلسطينية المحتلة بطاقة تصل إلى 120 ميغاوات، مع إنشاء خزانات دخول جديدة لدى شركة الكهرباء تتسع لمليون ليتر من الوقود الخاص بتشغيل المولدات.
- تسهيلات في التصدير والاستيراد.
- المصادقة على إدخال جزء من المواد التي كانت تُعتبر «مزدوجة الاستعمال» ويُمنع إدخالها سابقاً.
- زيادة عدد التصاريح للتجار.
- السماح بإدخال أموال المنحة القطرية إلى غزة من دون عرقلة.
ومقابل تقديم التسهيلات، فإن الاحتلال طالب بـ :
- وقف المواجهات الليلية على السياج الحدودي «الإرباك الليلي».
- وقف المسير البحري.
- التعهد بأن تكون «مليونية العودة» غداً (السبت) «مضبوطة» وغير «عنيفة».
وعُلم أن الاتفاق بشكل مبدئي تمّ على جملة من النقاط في طليعتها:
- استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، باعتبارها فعلاً مقاوماً سلمياً.
- وقف المواجهات الليلية.
- وقف إطلاق البالونات الحارقة فوراً، كبادرة حسن نية تجاه مصر لتسهيل التوصّل إلى تفاهمات التهدئة.
وطالبت الفصائل الفلسطينية بـ :
- توسيع مساحة الصيد في بحر غزة إلى 18 ميلاً.
- السماح بعمليات التصدير من غزة عبر المعابر.
- إدخال كميات وسلع كانت ممنوعة سابقاً.
- تنفيذ سلسلة مشاريع تخدم البنى التحتية في القطاع.
- إدخال كمية من الأدوية.
وخلال تواجد الوفد الأمني المصري في قطاع غزة، تواصلت فعاليات الإرباك الليلي على طول الحدود الشرقية للقطاع على الرغم من الإعلان عن وقفها.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص باتجاه المشاركين في الإرباك الليلي - شرق جباليا، ما أدى إلى إصابة 11 مواطناً بجروح مختلفة.
وقام الشبان بإشعال الإطارات المطاطية ورفع الأعلام الفلسطينية.
من جهته، علّق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على آخر التطورات على الساحة الإقليمية، خاصة في ما يتعلق بالإجراءات والقرارات الأميركية في المنطقة.
وقال في كلمة له، خلال استقباله وفداً من «صندوق الاستثمار»: «أنتم تتابعون ما يحصل الآن، فالأراضي الفلسطينية أصبحت أراضي غير محتلة، ثم القدس ونقلها، و «الأونروا» وجاءوا إلى الجولان، ثم سيأتون على الأراضي الفلسطينية».
وتابع: «يريدون إقامة دويلة في غزة، و«حماس» موافقة على ذلك، لذلك هم يصادرون ما تبقى من الأرض، ويحصل الناس على حقوق مدنية وبيئية فقط، وهذا بالضبط تنفيذ لما ورد في وعد بلفور»، حيث «يُكشف الآن المستور منه، ويُطبّق هذه الأيام، كيف نمنع هذا، وكيف نمنع ذلك، نحن قادرون، وكل شخص يلعب دوراً في هذا الموضوع».
بينما أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن «إسرائيل لن تدخل في معركة واسعة مع قطاع غزة، إلا بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى، ونشدّد الخناق على قطاع غزة».
وأشار إلى أنه أصدر خلال الأيام القليلة الماضية، تعليمات لتعزيز قوات الاحتلال وإضافة المزيد من الآليات العسكرية على حدود قطاع غزة، استعداداً لمعركة واسعة.
وتطرق نتنياهو إلى اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة «إسرائيل» على الجولان السوري المحتل، قائلاً «إنه إنجاز سياسي هائل لإسرائيل».
إلى ذلك، أصيب جندي من قوات ما يسمى «حرس الحدود» الإسرائيلي، أمس (الخميس)، بجروح طفيفة إثر تعرضه للدهس على حاجز قلنديا - شمال القدس المحتلة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان حول الحادث: «إن سيارة قادمة من جهة القدس دهست جندياً (يبلغ 20 عاماً) وأصابته في قدمه بجروح طفيفة، قبل أن يلوذ سائقها بالفرار».