بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 أيلول 2021 08:22ص بو دياب: تغيّب لبنان عن مؤتمر العراق درس كبير له وكأنه أصبح خارج الشراكة الإقليمية

حتي: كان على لبنان أن يقوم بدور الاطفائي في المنطقة وليس البقاء مجرد ساحة للصراعات

حجم الخط
في ظل الانشغال الداخلي بالملفات والازمات الساخنة، كان البارز اقليمياً «مؤتمربغداد للتعاون والشراكة» الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي في العاصمة العراقية والذي اظهر  دلالات كبيرة، لاسيما بالنسبة لمستوى الحضور وشموليته في ظروف اقليمية حساسة. فكثير ما سمعنا في مرحلة سابقة ان هناك اوجه شبه كثيرة بين الوضع في العراق والوضع في لبنان، ولكن خطا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خطوات كبيرة الى الامام لاعادة بلاده للعب دور مهم في المنطقة وهذا ما عبر عنه صراحة في الكلمة التي القاها في المؤتمر بمشاركة حشد كبير من قادة الدول وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي كان له الدور الاساس في انعقاد مؤتمر بغداد الذي للاسف غاب عنه لبنان بسبب رفض الرئيس الفرنسي دعوة سوريا اليه، وبالتالي هناك من استغل الامر لعدم دعوة لبنان بسبب رفض البعض حضور الرئيس اللبناني في هذا المؤتمر، ومن يراقب هذا الاهتمام الفرنسي والعربي بدولة العراق يتمنى ان يحظى لبنان بمثل هكذا دعم ومساندة، ولكن كيف يمكن ان نطلب من العالم مساعدتنا ونحن منذ اكثر من عام لم نستطع تشكيل حكومة رغم تدخل الرئيس الفرنسي شخصيا ولمرات عدة، وخلافات اهل الحكم لا تزال تدور على جنس ملائكة الوزراء التي يبدو انها اهم من البلد ومستقبل مواطنيه.

العراق يسعى لاستعادة دوره وموقعه

وحول تأثير وانعكاسات هذا المؤتمر على الاوضاع في المنطقة يعتبر الوزير السابق الدكتور ناصيف حتي «للواء» ان عقد هذا المؤتمر كان اكثر من ضروري وهو يعكس ان هنالك دوراً عراقياً جديداً متوازناً في المنطقة يريد ان يلعبه كي لا يبقى مجرد ساحة لارسال الرسائل، وهو يعمل على استعادة دور معين له حسب موقعه وسياسته الجغرافية ليكون صلة والوصل، كما انه يطمح ان يقدم اطارا لحوار بين اطراف متخاصمة ومتصارعة  وان يشجع الحوار والتسوية السلمية للنزاعات والصراعات في المنطقة، واللافت  ان جميع الاطراف لبت  الدعوة لحضور المؤتمر رغم خلافاتها، لذلك فإن هذا الحدث سيكون جد ايجابي بالنسبة للعراق، وبالتالي سيكون هناك تحديات جمة امامه بحيث ان الرسالة اصبحت واضحة بانه يسعى لاستعادة دوره المبادر وموقعه واهميته وثقله في المنطقة ، خصوصا ان مثل هكذا مؤتمرات تكون مناسبة لعقد حوارات جانبية ولتسوية نزاعات واسقاط الخلافات .


د. ناصيف حتي

مستوى الحضور في مؤتمر بغداد دليل على ترحيب دولي

وعن مستوى الحضور في المؤتمر يؤكد حتي انه دليل على الترحيب الدولي ودعم للدور العراقي الذي يريد ان يلعبه ، مبديا اعتقاده بأن هناك نقلة نوعية مهمة جدا في السياسة العراقية ، لافتا الى انه في حال نجاح دوره سيكون ذلك لمصلحة كافة الاطراف في المنطقة ولمصلحة تسوية سلمية سياسية للنزاعات بدل الاستمرار في الصراعات الدائمة في المنطقة.

على لبنان أن يقوم  بدور مماثل لدور العراق

وعن سبب عدم عقد مثل هكذا مؤتمر في لبنان يكشف حتي انه منذ استلامه مهامه كوزير للخارجية حتى لحظة تقديم استقالته كان رأيه وطموحه ان يقوم لبنان بدور الاطفائي في المنطقة، واذا لم يكن وحده فمع دول اخرى، لان لدينا مصلحة في التسوية السياسية والسلمية في المنطقة واحتواء الخلافات فيها وليس البقاء مجرد ساحة للصراعات وللتوجيه الرسائل بكافة الاتجاهات كما يقول حتي، ويتمنى وزير الخارجية السابق ان يكون للبنان دور كالدور الذي يطمح العراق للعبه ولكن من اجل توفير الشروط للعب هذا الدور هناك الكثير من الامور التي يجب القيام بها.

حتي الذي ابدى اسفه لعدم توجيه دعوة للبنان لحضور هذا المؤتمر رفض استباق الامور بالنسبة الى مفاوضات الملف النووي الايراني وهو يرى ان هناك منحى جديداً للتسوية في هذه المفاوضات والتي ليست سهلة ولكن حضور كافة هذه الدول في هذا المؤتمر اي تكن اجنداتها يؤكد ان الافضل هو اللجوء الى طريق الحوار للتعاطي مع كافة التحديات في المنطقة والتي ربما تخص كل دولة وعلاقاتها مع الدول الاخرى.

ويختم بالتأكيد على ان المؤتمر يعتبر خطوة ايجابية وضرورية ومفيدة، وبأنه في حال نجحت اهدافه سيكون هناك افادة لكل دولة المنطقة وبطبيعة الحال للبنان.

الدكتور بو دياب



د. خطار بو دياب

من ناحيته يعتبر الكاتب والاكاديمي اللبناني المقيم في باريس الدكتور خطار بو دياب بأن فرنسا معنية في المنطقة كدولة اوروبية ومتوسطية ودولة جوار جغرافي واستراتيجي لهذه المنطقة من العالم وعليها مسؤوليات تاريخية، لا سيما انها كانت دولة مستعمرة لجزء من هذه المنطقة، كما كان لها دور في الحرب الباردة حيث كانت تحت سقف الدور الاميركي وكان دوما هناك محاولات استقلال، ويذكر بو دياب انه في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان العراق من المرتكزات الاساسية في الاستراتجية الفرنسية التي كانت تراهن عليه بسبب موقعه في قلب العالم العربي واهميته وغناه وتميّزه في تعدديته، ويشير بو دياب الى انه اليوم كأن الرهان عاد من جديد، فبعد كسوف فرنسي اوروبي في المسألة السورية ومجابهة في المسألة الليبية وادوار متمايلة من مصر الى دول عربية فالخليج، الى محاولة غير ناجحة لها في دور الوسيط في الملف النووي الايراني الى مراوحة في المكان في الملف اللبناني كأن فرنسا تعود لحبها القديم ولتراهن على العراق من جديد، وتعتبر ان استقرار العراق وثقله الاقليمي وانه بدلا من ان يكون ساحة لتصفية الحسابات يمكن ان يكون جسر حوار وتعاون ومركزا لتخفيف النزاعات وتبريدها، ويشير بو دياب الى ان ماكرون في زيارته الاولى لبغداد في ايلول من العام الماضي عندما طرحت مبادرة السيادة العراقي، اعلنت فرنسا يومها دعمها الكبير المستمر للحرب ضد الارهاب، وهذه المرة بناء على طلب الكاظمي كان هناك هذه الرئاسة المشتركة للاستقرار الاقليمي بأن تُمنح فرنسا هذا الشرف مكافأة لدورها، وهذا يعني ان هناك نظرة ايجابية لفرنسا من قبل الاطراف الحاضرة في هذا المؤتمر وهذا نوع من اشارة جيدة .

فرنسا لن تتخلى عن التزاماتها  ودورها في المنطقة

ويلفت الدكتور بو دياب الى ان فرنسا ارادت القول مع الانسحاب الاميركي من افغانستان ومع ما يحصل من بروز روسي في سوريا واهتمام صيني بطرق الحرير في هذه المنطقة من العالم، ارادت فرنسا ان تقول انها مستمرة في هذه المنطقة ، وماكرون قالها حتى لو انسحبت اميركا من العراق سيبقى هو فيها ما دامت الحكومة العراقية تطلب ذلك، اي اراد طمأنة حلفاء بلاده في المنطقة بانها لن تتخلى عن التزاماتها وهذا هو المحور الاساس. ويرى ان فرنسا تقدر دور العراق في استضافة الحوار السعودي-الايراني وغيره،وهي تأمل انه في حال برز هدوء في المنطقة وتبريد للنزاعات يمكن ان ينعكس ذلك ايجابا على ملفات معينة ومنها الملف اللبناني.

ماكرون كان يستعد لعقد مؤتمر في لبنان قبل الرابع من آب

وعن امكانية عقد مؤتمر في لبنان على هذا المستوى برعاية فرنسية يقول بو دياب:« كان الرئيس ماكرون يستعد قبل الرابع من آب في حال شكلت الحكومة لزيارة لبنان مجددا، ليس من اجل مؤتمر اقليمي، بل من اجل عقد مؤتمر لدعم لبنان ، ولو تم ذلك كان الرئيس الاميركي جو بايدن سيكون مشاركا عبر الاتصال التقني، ولكن المسألة هي كيف يمكن ان يسترد لبنان دوره، والمؤلم انه كما تغيبت سوريا عن مؤتمر بغداد بناءً لطلب فرنسا التي لم تشأ ان تحضر الى جانب الرئيس بشار الاسد التي تعتبره غير ملتزم بالقرارات الدولية ولم يقبل بالحل السياسي في سوريا،غُيّب لبنان ايضا وهذا درس كبير له وكأنه اصبح خارج دائرة العمل والشراكة الاقليمية.

ويلفت الى ان غياب لبنان عن مؤتمر بغداد كان قرارا عراقيا لانه من الصعب عليه كان دعوة لبنان من دون دعوة سوريا.

الرئيس الفرنسي نفسه طويل  ويضغط على ميقاتي كي لا يعتذر

ويختم بو دياب قائلا:«فرنسا لن تيأس والرئيس ماكرون نفسه طويل، وهو يضغط حاليا على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لكي لا يعتذر، ولكن يجب ان يعلن للعالم كله من يعرقل تشكيل الحكومة في لبنان، ويجب ان يتم الكشف ما اذا كان هناك تأثير خارجي على الاطراف اللبنانية لمنعه من القبول بالصيخ المطروحة، وهناك عقد كبيرة  في حال استمرينا بعدم مساعتدة بغضنا فلا يمكن لاحد مساعدتنا.