بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 شباط 2022 08:37ص تحدٍّ جديد من «حزب الله» للدولة والأداة «المعارضة» البحرانية

شربل: ما قام به وزير الداخلية تطبيق للقانون ... سليمان: لبنان كان تاريخياً منبراً للمعارضات العربية ضمن معايير محددة

حجم الخط
يبدو ان «حزب الله» ومَنْ خَلفه يواصل تمسكه بتشويه صورة لبنان وإظهاره بموقع الضعيف مع استمراره بإتباع سياسة هيمنة الدويلة على سيادة الدولة،  وفي هذا الاطار وبتحدٍّ جديد فاضح للدولة اللبنانية ولرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي عقدت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية بداية الاسبوع لقاءً تضامنياً في الذكرى الحادية عشر لانطلاق الحراك الشعبي في البحرين في قاعة رسالات بمنطقة الغبيري، رغم الطلب الذي كان تقدم به وزير الداخلية الى ادارة القاعة بعدم اقامة هذا اللقاء لعدم حصول الناشطين على الاذونات القانونية، مما يؤكد ان لا احترام لقرارات الدولة ولسيادتها، وها هو لبنان يعود مجددا ليكون ساحة لتصفية الحسابات التي قد تؤدي على الارجح الى تداعيات سلبية تزيد العلاقات اللبنانية-العربية تدهورا،  خصوصا ان لبنان لم يتلقف المبادرة الخليجية بالشكل الايجابي المطلوب.

وعن هذا الموضوع وتعامل وزير الداخلية بسام المولوي معه يقول وزير الداخلية الاسبق العميد مروان شربل لـ«اللواء» بأن ما قام به الوزير المولوي هو تطبيق للقانون والوارد فيه عن موضوع حرية الاجتماعات وحمايتها بالدستور، ولكن في المقابل على وزير الداخلية وفي حال عُقد اي اجتماع يضر مثلا بالعلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية أو مع  سوريا اتخاذ الموقف ذاته».

ويشير الوزير شربل بأن القانون لا يمنع عقد مثل هكذا اجتماعات في حال حصولها على تصاريح مسبقة شرط ان لا يتم استغلالها لاطلاق الخطابات التحريضية دينيا وطائفيا وعدم المس بمصالح الدول الاخرى وبعلاقات لبنان الخارجية وعلى الامن العام اللبناني الاطلاع على  فحوى النقاشات والخطابات في مثل هكذا مؤتمرات.


ويأسف شربل لاستمرار لبنان منذ العام 1920 محكوما من قبل الدول الخارجية وتابعا لها مما ادى الى ان تكون سيادته منقوصة وحريته مسلوبة ربما بسبب مساحته الصغيرة وموقعه الجغرافي كما يقول،ويشير الى ان هذا الامر كان سببا ادى الى  انقسام دائم ومستمر بين اللبنانيين الذين يفضلون معظم الاحيان الاحتماء بالخارج والاستقواء به على بلدهم،مشددا بأن الخلاص هو بإيجاد صيغة معينّة من اجل قيام دولة تحظى على احترام جميع ابنائها على ان تكون الاولوية لديهم هي المصلحة الوطنية وليس المصالح الطائفية. 

حارث سليمان


اما الناشط السياسي الدكتور حارث سليمان يعتبر لـ«اللواء» أن لبنان كان تاريخيا منبرا للمعارضات العربية ولكن ضمن معايير محددة وهي عدم الاساءة الى العلاقات العربية ومراعاة القانون اللبناني من خلال اتاحة  الفرصة لأصحاب الرأي المعارض لاي نظام بالادلاء بآرائهم من بيروت،شرط عدم  تخريب علاقات لبنان مع الدول العربية لان ذلك يُعتبر جريمة ينص عليها القانون،من هنا على السلطات ان تقيم ميزاناً بين اتاحة الفرصة لرأي المعارضة البحرانية وبين الحفاظ على علاقات لبنان مع الدول العربية وعدم تخريب هذه العلاقات.

واذ يسأل سليمان هل ما يقوم به «حزب الله» في بيروت هو فقط إتاحة للمعارضين البحرانيين لإبداء رأيهم؟ ام استعمال لبنان كقاعدة لخوض صراعات سياسية واعلامية واحيانا عسكرية وتجهيز هذه المعارضات العربية بكل وسائل الصدام مع حكوماتها؟ ولكنه في الموازاة يعتبر ان المعارضة البحرانية هي اقل خطورة على لبنان من المعارضة الحوثية التي تمتلك فيه بنى تحتية واذاعة وتلفزيون، وربما هم يستعملونه للتدريب على السلاح.

ويقول ان احتضان هذه المعارضات  وحمايتها من قبل «حزب الله» الذي  يجعلها جزءًا من استراتيجية اقليمية ايرانية تتخطى مسألة حرية الرأي الى مسألة اخرى وهي اقامة منظومة لوجستية اعلامية وسياسية لخوض صراع ضد الدول العربية، وبالتالي يصبح المعيار الاساسي هو زّج لبنان في هذه الصراعات وفي اجندات سياسية تسيء الى علاقاته وتجعل من ارضه منصة للهجوم على الانظمة والدول العربية والاساءة اليها.

ودعا سليمان الىالتعقل في هذه المرحلة ، مع عدم منع اي صوت عربي للادلاء برأيه من لبنان وبالتالي عدم السماح بجعله منصة وقاعدة للصراع ضد الدول العربية لمصلحة قوى سياسية تتبنى الاجندة الايرانية، معتبرا بوجوب ان يكون هناك توزين للعيار الذي يتيحه لبنان لحرية الرأي دون ان يستزيد من هذا العيار لكي لا يتحول الى منصة للاعتداء السياسي او العسكري او المالي على الدول العربية.