بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آذار 2023 01:22ص خلاف «الساعة» أثبت هشاشة الكيان: نسوا ما حمله خرازي وليف وصندوق النقد

وفد صندوق النقد الذي زار بيروت وفد صندوق النقد الذي زار بيروت
حجم الخط
كان ينقص لبنان هذا الخلاف الطائفي حول موضوع إداري اتخذته الحكومة بتأجيل تطبيق التوقيت الصيفي حتى نهاية شهر رمضان، بغض النظر عن صحة القرار أو عدم صوابيته، حيث لكل طرف من أطراف الخلاف وجهة نظر يمكن بحثها وتشخيصها علمياً وتقنياً لمعرفة إيجابياته من سلبياته. لكن ما حصل خلال اليومين أظهر كم بات هذا الكيان اللبناني هشّاً ومتهالكاً وبالتعبير العامي «مرتّ»، نتيجة ممارسات ومواقف المتحكمين بالكيان.
إنشغل اللبنانيون - وانقسموا كالعادة - ثلاثة أيام بمتابعة المواقف والتعليقات حول تأخير العمل بالتوقيت الصيفي، ونسوا أزماتهم ومشكلاتهم المعيشية والاقتصادية والسياسية الكبيرة والخطيرة، وتحذيرات الموفدين الدوليين وصندوق النقد الدولي، وغرقوا في متاهة الخلاف حول تقديم أو تأخير الساعة. بينما ثمة أمور حصلت خلال الأيام القليلة الماضية أكبر من إجراء الساعة المحلية أو الدولية. فقد زارت لبنان مساعدة وزير الخارجية الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، وقبلها زار لبنان ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمال خرازي، وقالا ما قالاه حول الوضع اللبناني، لا سيما موضوع الاستحقاق الرئاسي، وهو كلام يجدر التوقف عنده بعد معرفة بعض تفاصيل ما جرى في لقاءات الموفدين. عدا عن زيارة وفد صندوق النقد الدولي والكلام عالي السقف الذي قاله بحق المسؤولين اللبنانيين لتأخّرهم في إنجاز الإصلاحات المطلوبة وإصدار قوانينها.
فقد قالت ليف قبل مغادرتها لبنان: أنّه ليس لدى الولايات المتحدة أيّ مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان، كما أنّ واشنطن لا تملك أيّ قرار في هذه العملية. وأن اختيار الرئيس المقبل يقع على عاتق النواب اللبنانيين.
وكشفت أنه «لدينا تصوّر لنوع المرشح الذي نعتقد أن لبنان بحاجة إليه.. يجب اختيار شخص يتمتع بالنزاهة الأخلاقية، ويضع مصلحة لبنان واحتياجات الشعب في طليعة أولوياته. إن لبنان يحتاج إلى رئيس يعمل بطاقة عالية لتنفيذ الإصلاحات الحاسمة التي يجب أن يطبقها لبنان للخروج من هذه الأزمة الرهيبة».
أما خرازي فقد ركّز على أهمية الحوار الداخلي اللبناني حول الإستحقاق الرئاسي، كون الملف داخلي ولا دور للاتفاق الإيراني - السعودي الأخير فيه، ودعا اللبنانيين الى التوافق على مرشح للرئاسة.
وحسب معلومات «اللواء» من مصادر دبلوماسية متابعة للزيارتين، انهما كانتا من قبيل استطلاع مواقف المسؤولين بشكل عام حول التطورات الحاصلة في المنطقة لا سيما الاتفاق السعودي - الإيراني وانعكاساته المرتقبة على مجمل أوضاع المنطقة ومنها لبنان، وحول الوضع في سوريا وملف النازحين السوريين، وأكدا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة من دون تدخلات خارجية «باعتبار الموضوع شأن لبناني داخلي»، لكن ليف ركّزت أيضاً على وجوب تحقيق الإصلاحات البنيوية الاقتصادية واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي. لكن خرازي وليف لم يقاربا الموضوع الرئاسي بتفاصيله بل بشكل عام، ولم يطرحا أي أسماء أو مقترحات.
أضافت المصادر: ان حديثهما كان بالعموميات لا بالتفاصيل، لا سيما في شأن انتخاب رئيس للجمهورية، وأبلغا المسؤولين اللبنانيين ان بلادهما تُشجّع على تحقيق تفاهمات وتوافق بين اللبنانيين. لكن لم يدخل خرازي وليف في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي ولم يطرحا أي أسماء. وأوضحت المصادر بشكل خاص، «ان إيران سلّمت إدارة ملف الاستحقاق الرئاسي بالكامل لحزب الله وما يقرره الحزب تسير به طهران». لذلك كان اللافت للانتباه حسب المصادر الدبلوماسية اللبنانية فشل كل محاولات إدخال إيران في الخلاف اللبناني حول الاستحقاق الرئاسي.