بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آب 2020 12:00ص د. جودت الددا رائد من أجل «المقاصد» وصيدا والقضايا الوطنية

الراحل د. جودت الددا الراحل د. جودت الددا
حجم الخط
ستحفظ مدينة صيدا، اسم عَلَمٍ من أعلامها الروّاد، ابنها الدكتور جودت مصطفى الددا، المولود في حاراتها القديمة في العام 1944.

تعدّدت مواقف الراحل، وإلتصاقه بقضايا أبناء مدينته والقضية الفلسطينية، والقضايا الوطنية والقومية، والمقاصدية التي ترعرع في روضتها، وصولاً إلى عضوية مجلس الأمناء ورئاسة المجلس الإداري وأمين عام «جمعية خرّيجي المقاصد».

المولود الذي تفتّحت عيناه في «المقاصد» على نكبة فلسطين، عمل جاهداً في كل المجالات والأماكن التي أُتيحت له فيها نُصرتها، ودعمها، والدفاع عنها في تحرّكات طلابية، ولاحقاً في مُواجهة الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه.

تحفل مسيرة الطفل الصيداوي، الذي ترفّع قبل عام من مرحلة الروضة إلى المرحلة الابتدائية، بتفوّقه، ونسجه صداقات مع مَنْ سبقه من أساتذته، وفي طليعتهم النائب معروف سعد، ومع رفاقه في المدرسة، وفي طليعتهم الرئيس رفيق الحريري وأترابه في الصف، وفي مُقدّمهم الرئيس فؤاد السنيورة، الدكتور وليد قصب والدكتور هشام دلاعة، واستمرّت علاقته مع المقاصديين بعد التخرّج من الثانوية في العام 1961.

الشاب الذي آمن بالانتماء إلى «حزب البعث العربي الاشتراكي»، دفع ضريبة ذلك عندما وصل إلى مصر في العام 1962، لكن خلافات انفكاك الوحدة، أثّرت على عدم إتاحة المجال له لدراسة الطب، فعاد إلى سوريا مُلتحقاً بـ»جامعة دمشق» - «كلية طب الأسنان»، التي تخرّج منها في العام 1968، بشهادة دكتواره في جراحة الأسنان، حيث أسّس وترأس «رابطة الطلبة اللبنانيين» في دمشق، وافتتح عيادة لطب الأسنان في العام ذاته.

هذه التجربة كانت حافزاً بأنْ يعمل على مُساعدة العديد من الطلاب بالدخول إلى الجامعات السورية، وفي طليعتها «كلية طب الأسنان».

أسّس «رابطة أطباء الأسنان في صيدا والجنوب»، وترأس هيئتها الإدارية بين العامين 1982-1996.

في «المقاصد» كانت دائماً له مُشاركات مُميّزة كعضو في المجلس الإداري للجمعية ورئاسته أو أمانة «جمعية خرّيجي المقاصد» التي تولاها بين عامي 1981-1992، وهذه المُهمة لم تحل دون أنْ يُنتخب رئيساً للمجلس الإداري لـ»المقاصد» بين عامي 1989-1992، فشكّل مع رئيس الجمعية الدكتور عدنان النوّام ثنائياً مُنسجماً.

في «المقاصد» كان ممَّنْ التقوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي قدّم الدعم لمدرسته الأولى ببناء أكثر من صرح تربوي، وكذلك مع الحاج يوسف البساط الذي مدَّ «المقاصد» بدعم سخي، وتأمين منح للمُتفوّقين في «مدرسة عائشة أم المُؤمنين» لمُتابعة تحصيلهم العلمي.

يُسجّل للدكتور جودت الددا مواقفه الوطنية التي لم تتغيّر مع الغزو الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982، ودفع ضريبة ذلك بأنْ اضطر إلى مُغادرة المدينة في العام 1984 من مُلاحقة الاحتلال له، والعودة إليها بعد اندحاره في شباط 1985.

بعد مُشاركة الدكتور جودت الددا في حفل توقيع كتابي «زلزال الموساد... العملاء في قبضة العدالة» في بلدية صيدا، وتكريم النائب العام الإستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، يوم السبت في 24 أيار 2014 (قبل رحيله بشهرين) وتكريم عائلة الشهيدين محمود ونضال المجذوب في الذكرى الثامنة لاستشهادهما)، اتصل بي لاحقاً وأبلغني بأنّه لدى حديثي عن العميل مروان كامل فقيه، لفته الاسم، الذي كانت إحدى مريضاته وهي نزيهه برو، قد حدّثته بأنّ ابنها قد تمَّ الافتراء عليه بـ»فبركة» تهمة، وموقوف في المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت، طالبةً منه المُساعدة للإفراج عنه.

لكن بعد الاطلاع على ملفه في الكتاب، تيقّن أنّه مُتورّط بالعمالة التي ورثها عن والده العميل كامل فقيه.

الراحل كان من مُحبي المُطالعة، مُواظباً على قراءة جريدة «اللـواء» على مدى عقود عدّة، فضلاً عن السباحة والصيد البري.

يرحل الدكتور جودت الددا نفتقد مناضلاً وطنياً، وصاحب نخوة، لكن مسيرته الحافلة تستمر في عائلته المُؤلّفة من الدكتورة بثينة أسعد، والأولاد: حسين، لين، ريم وياسمين، وعائلته المقاصدية والصيداوية وكل مَنْ عرفه.