بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 حزيران 2020 12:16ص رحيل المُناضل محسن إبراهيم وقلبه مُعلق بفلسطين

عباس ينعى الراحل ويأمر بتنكيس الأعلام والحداد

الراحل محسن إبراهيم الراحل محسن إبراهيم
حجم الخط
غيب الموت مساء أمس (الأربعاء) المُناضل الوطني محسن إبراهيم «أبو خالد» (عن 85 عاماً)، كانت حافلة بالنضال من أجل لبنان وفلسطين.

منذ الطفولة عرفت باكراً المُناضل محسن إبراهيم، الذي كان صديقاً لوالدي في «حركة القوميين العرب»، واستمرت تلك اللقاءات التي كانت إلى ما قبل فترة بعد مُعاناته مع المرض.

يُعتبر الراحل من أبرز قادة «حركة القوميين العرب» المُدافعين عن القضية الفلسطينية، قبل أن يُؤسس «مُنظمة الاشتراكيين اللبنانيين» في العام 1968.

في العام 1970 اندمج تنظيمه مع «لبنان الاشتراكي» ليُشكل «مُنظمة العمل الشيوعي» في لبنان، وأصبح أميناً عاماً للمُنظمة، ثم أميناً عاماً لـ«الحركة الوطنية اللبنانية» مع المُناضل الشهيد كمال جنبلاط.

بعد الغزو الإسرائيلي للبنان في مثل هذه الأيام من حزيران/يونيو 1982، أطلق «جبهة المُقاومة الوطنية اللبنانية» مع الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» الشهيد جورج حاوي، ورفع شعار «الوطن باقٍ والاحتلال إلى زوال»، والذي تحقق باندحار المُحتل الإسرائيلي، عن بيروت، ثم الجنوب وصولاً إلى المنطقة الحدودية المُحتلة.  

في مُنتصف ثمانينات القرن الماضي، اتخذ قراره بتجميد عمله السياسي.

 بقي قريباً من «مُنظمة التحرير الفلسطينية» ومع الرئيس الشهيد ياسر عرفات، واستمر مع الرئيس محمود عباس.

كان الرئيس عباس، قد منح المناضل إبراهيم، وسام الاستحقاق والتميز «الذهبي»، وذلك خلال زيارته لبنان، يوم الخميس في 23 شباط/فبراير 2017.

ونعى الرئيس عباس «القائد العربي اللبناني الفلسطيني الكبير محسن إبراهيم»، وقال في بيان النعي الذي تلاه الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: «قضى الفقيد الكبير محسن إبراهيم حياته مدافعاً عن القضايا العربية، وفي مُقدمتها القضية الفلسطينية، التي اعتبرها قضيته الأولى، فوقف مواقف مُشرفة إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني وثورته الوطنية وحقوقه المشروعة».

وتقدم الرئيس «باسمه شخصياً وباسم القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بخالص المواساة والعزاء للشعب اللبناني الشقيق ولعائلة الفقيد الكبير، سائلاً الله عز وجلّ أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته».

وأمر الرئيس عباس، بتنكيس الأعلام، وأعلن الحداد ليوم واحد على وفاة إبراهيم.

ونعت «مُنظمة العمل الشيوعي» «إلى الشعب اللبناني والشعوب العربية أمينها العام محسن ابراهيم الذي وافته المنية بعد عمر مديد أمضاه دون انقطاع في خدمة القضايا الوطنية والقومية».

ومما جاء في بيان النعي: «لم يكن محسن ابراهيم مجرد قائد عادي في مسيرات كبرى كالتي شهدتها المنطقة العربية في صراعها على امتداد أكثر من سبعين عاماً، كما لم يرَ في مساراتها ومنعرجاتها ما يستوجب التقديس والتنزيه عن النقد، هادفاً بذلك استخلاص الدروس التي تصَّوب الخلل الذي عانته وتعانيه في مجرى التجارب القاسية».

وأضاف: «راهن محسن ابراهيم على المعركة مع العدو الصهيوني حدد شعاراتها بالتحرير والتوحيد والديمقراطية معولاً على مسارات تتجاوز انقسامات الحرب وخنادقها التقسيمية بعد أن رأى في استمرار النزاع الأهلي حرباً عبثية لن تقدم سوى مزيد من تفكيك وحدة الأرض والشعب وتدمير مقوماته. ومع توقيع اتفاق الطائف ومخارجه الطوائفية لأزمة الكيان اللبناني، عكف محسن إبراهيم على نقد تجربة الحركة الوطنية واليسار في الفكر والمُمارسة، وإنكفأ نحو الداخل التنظيمي عاملاً بجهد فكري قل نظيره على تشريح تجربة اليسار اللبناني والعربي منذ الخمسينيات وحتى اليوم».

وتابع: «لقد كانت القضية الفلسطينية وظلت، حاضرة في مشاغله وهمومه اليومية قبل أن تصل بواكير طلائعها إلى لبنان. وساهم في معارك حمايتها عبر «الجبهة العربية المشاركة» التي قادها المناضل كمال جنبلاط. وظل على صلة  بالقائد التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات تعبيراً عن الوفاء والالتزام بهذه القضية حتى استشهاده. كما نسج علاقة نضال مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس».

وختم بيان «مُنظمة العمل»: «إذ تنعي «مُنظمة العمل الشيوعي» أمينها العام محسن ابراهيم للشعب اللبناني الصابر المُناضل، وللثورة الفلسطينية وللشعوب العربية التي تعيش وسط أوضاع عصيبة، تُؤكد أن المسيرة التي قادها في المُنعطفات الخطيرة ستتابعها دون انقطاع، أيماناً أن اليسار اللبناني - العربي أحوج ما يكون لما استخلصه إبراهيم من تجربة نضال المنظمة والحركة الوطنية واليسار المديدة من أجل قيام لبنان ودول عربية علمانية ديموقراطية على أنقاض الديكتاتوريات وأنظمة الاستبداد والقمع والطائفية».

هذا ويشيع جثمان الراحل محسن إبراهيم يوم غد (الجمعة) في بلدة أنصار - قضاء النبطية.

يرحل المُناضل «أبو خالد»، وقلبه مُعلق بفلسطين، التي أحوج ما تكون لأمثاله في هذه اللحظات المصيرية، التي تتعرض فيها للمُؤامرة.