بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الثاني 2023 12:00ص شعوب وتقاليد الأكراد أمة عريقة من سلالة قبائل زاغروس

حجم الخط
الأكراد يمثلون سلالة قديمة جدا، قدموا من وسط اسيا عن طريق ممرات شمال ايران حوالى منتصف الالف الثاني قبل الميلاد، وكانت لهم عاصمة قديمة هي «أنابخا» التي كركوك اليوم، واطلق عليهم اسم كردوش ، أما اللغة الكردية فتنتمي الى مجموعة اللغات الميدية.
وقد ظل الاكراد عبر التاريخ منتشرين في تلك المنطقة الجبلية الممتدة اليوم بين شرق تركيا الحديثة وشمال غرب ایران، مرورا بشمال شرق العراق، ودخولاً بجيب كبير في اقليم القوقاز من جهة، وبجيب آخر في سوريا من جهة أخرى. هذا فضلا عن جزر صغيرة من الأكراد متناثرة بعيداً عن صلب المجتمع الكردي، منها واحدة قرب انقره وأخرى في شرق إيران، وثالثه قرب دمشق.
ويبلغ تعداد الأكراد ـ وفق احصائية تقريبية أجريت سنة ١٩٩٧ - ٢٢ مليون نسمة، نصفهم تقريبا في تركيا، وربعهم في ايران، وسدسهم في العراق، والباقي في سوريا وروسيا . ومن المرجح أن يكون عددهم قد زاد الثلاثين مليوناً.
أما عن انتمائهم الديني فالغالبية العظمى منهم مسلمون سنيون، ولا يخرج عن هذا الاجماع سوى نسبة ضئيلة تشكل أقليات تدين اما بغير المذهب السني  داخل نطاق الإسلام، وأما بعقائد أخرى متباينة وأهم هذه الأقليات وأكثرها عدداً هم الأكراد اليزيدية، ويوجد منهم في تركيا نحو خمسين ألفاً. 
ومن الثابت ان الفتوحات الإسلامية امتدت إلى منطقة الأكراد في وقت مبكر. يقول المؤرخ الطبري أن الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – «استعمل عتبة بن فرقد على قصد الموصل، وفتحها سنة عشرين... ثم فتح جميع معاقل الأكراد. فصارت للمسلمين وليس معنى هذا أن الأكراد تقبلوا الإسلام في سرعة ويسر، إذ المعروف عنهم أنهم يتصفون بما يتصف به عادة أهل الجبال والبيئة الصعبة من قوة مراس وعناد وحرص على التمسك بعقائد السلف وتراثهم... الأمر الذي جعلهم يقاومون الإسلام في أول الأمر، إلا أنهم ارتدوا بعد فترة قصيرة كما يبدو عن الإسلام، بدليل ما تردد في حوليات التاريخ الإسلامي من أن الأكراد كفروا في السنة الثالثة من خلافة عثمان، فنادى أبو موسى الأشعري الناس وحضهم على الجهاد ) .
ولكن من الثابت أنه عندما استقر الإسلام في قلوب الأكراد، حسن إسلامهم، وظهر من بينهم بعض من خلدوا أسماءهم في موكب الحضارة الإسلامية. ونجد في مصادر التاريخ إشارات تثبت ذلك، منها ـ ما يقوله المؤرخ ابن الأثير في حوادث سنة ٥٢٨ هـ . «. .. وحكي عن بعض علماء الأكراد . . . « أو قوله في مكان آخر من موسوعته» ..... وحكي غير هذا بعض فضلاء الأكراد . . « كذلك تردد في المصادر العربية المعاصرة أسماء بعض الفقهاء والعلماء والخيرين من الأكراد، مثل الفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري - نسبة إلى الهكارية إحدى قبائل الأكراد الشهيرة. ومنهم أيضاً الشيخ نجم الدين الكردي المتوفي سنة 702 هـ.
أحفاد الميديين
وينتمي الأكراد إلى أمة عريقة. من سلالة قبائل زاغروس، الشديدة القدم، والقبائل «الهند - أوروبية» التي سكنت المنطقة في الألف الثاني قبل الميلاد. 
وثمة اعتقاد بأن الأكراد هم أحفاد الميديين. وان تاريخهم يبدأ بغزو مدينة نينوى عام ٦١٢ ق.م. على يد كياكسار ملك الميديين، وقد امتدت امبراطوريتهم وازداد في أوساط نبلائهم الثراء والبذخ في حين كانت أكثرية الشعب من الرقيق أو من الفقراء المعدمين، وخضعت الأمبراطـوريـة الـميـديـة لحكـم الفـرس عـام 550 ق.م. إلا أن أولئك الكردوخويين «الذين يعيشون في الجبال ظلوا أناساً شجعاناً ولم يرضخوا( . . .)» ويقال ان الأكراد صاروا يعرفون باسمهم هذا في العهد الساساني (القرن السابع للميلاد) وذلك في منطقة كردستان الحالية تقريباً. وما لبث الإسلام أن أصبح دين غالبية الأكراد، وهو قد أعلن المساواة بين الناس أجمعين .  
دور الأكراد في الحروب الصليبية
وفي وسط هذا الجو المضطرب الذي عاش فيه الأكراد، ظلت حقيقة كبرى ماثلة، تعلو على ماثلة، تعلو على غيرها طوال العصور الوسطى الإسلامية... هي بقاء الأكراد متمسكين بالإسلام، حريصين عليه مدافعين عنه، مستعدين لتناسي خصوماتهم مع الغير للوقوف في جبهة الإسلام مع بقية إخوانهم المسلمين صفاً واحداً، إذا أحسوا أن ثمة خطراً يهدد الكيان الإسلامي الكبير. ولا أدلّ على ذلك من الدور الكبير الذي نهض به الأكراد في عصر الحروب الصليبية، وهو الدور الذي جعل منهم - في أكثر حلقة من من حلقات تلك الحروب - فرسان الإسلام الذائدين عنه .
 نشير هنا إلى أن صلاح الدين ـ أعظم بطل يفخر به تاريخ المسلمين ـ كان كردياً، وأن الأكراد كانوا يشكلون ركناً أساسياً في جيوشه التي أحرزت نصر حطين، واستردت بيت المقدس للمسلمين. وظل الأكراد يؤلفون قوة ضاربة في جيوش خلفاء صلاح الدين من سلاطين وملوك بني أيوب، حتى أخذ الخوارزمية ثم المماليك يحلون محلهم تدريجياً، منذ النصف الأول من القرن الثالث عشر للميلاد .
اللغة الكردية
إن فقدان الوحدة السياسية للأكراد وعدم قيام حكم مستقل لهم يجمع شملهم في دولة واحدة، أديا إلى تعدد اللهجات الكردية تعدداً زاده ابتعاد بعضهم عن بعض حتى أصبح لكل منها لغة مستقلة لا يفهمها فريق آخر . مما أدى إلى قيام أربع لهجات كردية متباينة هي الكرمانجية والكورانية، واللرية، والكلهرية. ولم تخلُ كل لهجة من هذه اللهجات من فروع .
وبعضهن يحطن رؤوسهن بسلاسل من الذهب أو الفضة . والذهب بالنسبة إلى المرأة الكردية هو أثمن معدن تتحلى به وتفاخر بزينته حتى أنها ترصع به استانها أحياناً ومع الذهب تعتمد العنبر الأصفر والأحمر . 
ويعكس وضع المرأة الكردية مميزات وخصائص الشعب الكردي. فلقد أجبرتهن البيئة على الأشغال الشاقة مما أكسبهن قوة جسدية وصلابة. والمرأة الكردية في العالم عامة، مهما اختلفت طبقتها أو مهما بلغت في العمر، تحب الفروسية وتتحدى الرجال أحياناً في امتطاء الخيل. ولا تتردد في الإقدام على المخاطر .
وتختلط النساء الكرديات بالرجال ويتحدثن معهم بحرية ويعطين آراءهن بصراحة، فليس هناك وجود «للحريم» .
أما الطلاق، فهو سهل عند الأكراد. فكثيراً ما يحتدم النقاش بينهم، فإذا بهم يقسمون بالطلاق وإذا ما ندوا فالشرع يمنع عليهم العودة إلا في حالة واحدة وهي ان تتزوج المرأة رجلا آخر يعود فيطلقها وعند ذلك يحق لزوجها الأول أن يعقد منها زواجا جديدا . وكثيراً ما نجد في المدن أشخاصا يمتهنون هذا الزواج العابر مقابل مبلغ معين من المال.
مراسيم الزواج
الصفة الرئيسية التي تتميز بها الأسرة الكردية، هي أن الزواج فيها يتم نتيجة للحب المتبادل، إذ أن العرسين يتعارفان جيداً في فترة الخطوبة ، ويتم الزواج في الأسر الشرقية بواسطة شخص ثالث .
ويكون الزواج عادة بين شباب وصبايا القبيلة الواحدة. والزواج المبكر شائع بين الأكراد. وقد جرت تقاليد الماضي، على أن الخطب الفتاة وهي بعد في الأقماط ، وتتم الخطبة بأن يعقد على رأسها منديل تعلق عليه قطع من النقود .
وفي كل عام يحمل الخطيب في عيد الأضحى خروفاً إلى خطيته وقطعة قماش. وقد يبلغ أحيانا مهر العروس عند بعض القبائل الكردية أرقاماً عالية جداً. وهناك عادة كردية تسمى «كرداشليك»، أي الأخوة. وهي أن يتعاهد اثنان على أن يساعد كل منهما الآخر عند زواجه. وهذا التعاهد لا يتم إلا بعد استشارة الأهل . ويترتب على المساعد أن يقدم كل ما يلزم لوليمة العرس كالخرفان والبقر . . وبعد العرس يقوم مع أسرته بزيارة العريس الجديد ويحمل إليه مختلف الهدايا . وبالمقابل فإن عريس اليوم يقوم بالواجبات نفسها تجاه عريس الغد. ويتوجب أيضاً على كل من المتعاهدين، أن يحرس غرفة الآخر في ليلة الزفاف . فإذا لم يثبت عذرية العروس، ذهب واستدعى والدها ليسترجعها إلى بيته، أما إذا ثسبت العذرية فتستدعي والدتا العريس والعروس لتطلعا على الاثباتات المادية.