بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 شباط 2018 06:35ص متى يُقدِم باسيل على لجم أسود؟

طار صواب النائب الجزيني ممّا فنّدته «اللـواء»!

حجم الخط
لا يألوَ النائب زياد أسود جهداً لتقديم أوراق اعتماده، باستجداء موقع داخل «التيار الوطني الحر»، الذي يمثّله حالياً عن أحد المقعدين المارونيين في قضاء جزين.
وبات أسود يركّز على تمرير إشارات «إيجابية» إلى رئيس «التيار البرتقالي» الوزير جبران باسيل، علّه يحظى بدعمه مرشّحاً أساسياً عن قضاء جزين، في الدائرة التي تضمّها مع مدينة صيدا، بعدما أظهرت الاستطلاعات أنّ «التيار» يحتاج إلى مرشحين أقوياء، وبتحالفه مع النائب بهية الحريري في صيدا ينطلق من الفوز بمقعدين مضمونَيْن، أحدهما سنّي للنائب الحريري وآخر لماروني يعتمده «التيار» مرشّحاً رئيسياً، وهو ما يتمتّع به حتى الآن النائب أمل أبو زيد، فيما يفوز المرشّح الكاثوليكي جاد صوايا بأجزاء الحاصل.
هذا يعني أنّ المقعد الماروني الثاني سيكون من نصيب المرشّح إبراهيم سمير عازار المتحالف مع أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد، المرشّح عن أحد المقعدين السنّيين في مدينة صيدا، والمرشّح فوزه به.
لقد دفعت هذه الإحصاءات والمعطيات بالنائب أسود إلى الإستغراق في حالة التخبّط التي يعاني منها داخل «الوطني الحر»، بعد انتخابه في العام 2009، خاصة بعد انتخاب الوزير باسيل رئيساً للتيار، الأمر الذي كان يعارضه النائب أسود في السر والعلن.
وقد انعكس هذا الخلاف على منطقة جزين، وتراجعت المشاريع فيها، حيث جرى سدُّ جزء من هذا التقصير عبر «إتحاد بلديات منطقة جزين»، الذي يضم 27 بلدية، ويترأسه خليل حرفوش، المقرّب من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
منتقد دائم لباسيل!
وكثيراً ما كان النائب أسود ينتقد الوزير باسيل، ويتّهمه بأنّه «يحاصره»، ويعمل على توقيف المشاريع في منطقة جزين خلال توليه وزارة الطاقة والمياه، واصفاً إياه بالوزير التنفيذي المتحكّم بالقرار في الوزارة، بعد تولّي الوزير آرثور نزاريان حقيبتها، لذلك كان يلجأ إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، شاكياً الوزير باسيل، وموغراً صدر الرئيس برّي ضدّه، وطالباً منه المساعدة لإنجاز مشروع إنارة الطريق بين صيدا وجزين، وتحديداً من روم حتى «عروس الشلال»، وهو ما قام فعلاً بإنجازه «مجلس الجنوب» برئاسة الدكتور قبلان قبلان خلال أسابيع قليلة.
وانفجر الخلاف بين النائب أسود ومنسقية «الوطني الحر» في جزين، ما أدّى إلى استقالة 10 من أعضائها، ردّاً على محاولته الهيمنة على قرارها من خلال استمالة المنسّق أسعد هندي لتغيير نتائج الاستطلاع بين كوادر «التيار»، والتي لم تعطه مركزاً متقدّماً بين المرشّحين المحتملين الأقوياء، ما دفع بالوزير باسيل إلى حل المنسقية.
كذلك فإنّ إسم النائب أسود بات محروقاً لدى الناخبين الشيعة في قضاء جزين، وهو الذي نال 52.6% من أصوات المقترعين الشيعة في انتخابات العام 2009، فيما نال زميله في اللائحة عن المقعد الماروني الثاني ميشال الحلو 13.8% من أصواتهم.
يواجه النائب أسود معضلة إقناع الناخبين بالاقتراع للائحة «الوطني الحر»، في حين يستهدف هو شريكيه المحتملين للترشّح ضمنها، أبو زيد وصوايا، ولا يترك مناسبةً إلا ويطلق قذائفه وسهامه باتجاههما، بما يتجاوز التحريض إلى الإساءة الشخصية والتجنّي، وهذا أمر خطير في حسابات «التيار»، كونه يؤثر على معنويات الناخبين «البرتقاليين» في المنطقة، فكيف سيتشاركون في لائحة وكتلة تمثّل أحد أبرز الأحزاب المسيحية في لبنان؟!
عبء الشارع الصيداوي
في المقلب الآخر في الشارع الصيداوي، فإنّ إسم النائب أسود أصبح أكثر عبئاً من ذي قبل (كما «القوّات اللبنانية»)، وهو الذي لم يترك مناسبة إلا وقصف فيها على «عاصمة الجنوب»، وفي طليعتها لدى قرار نقل الموقوفين من أحداث عبرا إلى سجن جزين، بهدف تقليص المشقّة على أهاليهم والمعاناة التي يتكبّدونها لدى زيارتهم في سجنَيْ رومية أو طرابلس، وفي غالبيتهم ممَّنْ كان الإدعاء عليهم بمواد لا يستغرق الحكم فيها فترة طويلة، وأُطلِقَ سراحهم، وعلى الرغم من معارضته ومواقفه ضدهم، إلا أنّهم نُقِلوا إلى سجن جزين. 
ويُلاحَظ أنّ النائب أسود يسعى إلى إثارة ملفات وقضايا بهدف شد العصب المذهبي والطائفي، حتى لو اتضح لاحقاً عدم صحة ودقّة المعلومات، وهو ما جرى في قضية عقارات كفرفالوس، التي يمتلكها ورثة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث تحدّث عن أنّها بيعت، قبل أنْ يتبيّن عدم صحة ذلك، وإنْ هناك مشروعاً كان يجري لاستثمار جزء من هذه العقارات بهدف استصلاحها وإقامة خيم زراعية تساهم في العجلة الاقتصادية للمنطقة، وقد تدخّلت النائب بهية الحريري لتوضيح الأمر، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، والطلب من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وقف مفعول هذه الرخصة، لأنّ هناك مَنْ حاول تغذية النعرات الطائفية، مستغلاً هذه القضية، فيما أكد رئيس بلدية كفرفالوس بول شماعي أنّه لم يتم تقديم أي طلب للحصول على إفادة تخمين، وهو ما يسبق عملية أي بيع.
لقد حظي المقال الذي نشرته جريدة «اللــواء» أمس الأول (الخميس) بعنوان «زياد أسود يستجدي ود باسيل» باهتمام السياسيين والإعلاميين والمتابعين، وتطرّق إليه الإعلامي مرسال غانم في برنامجه «كلام الناس»، الذي استضاف فيه النائب أسود والزميل رضوان عقيل، فطار صواب النائب أسود الذي وزّع اتهاماته جزافاً، قبل أنْ يردَّ عليه الزميلان غانم وعقيل، ما أدّى إلى لجمه وإحراجه.
والسؤال: لماذا لا يُقدِم رئيس «الوطني الحر» الوزير باسيل على لجم النائب أسود، إذا كان هناك حرص على التعايش الوطني، لأنّ ما يقوم به النائب أسود يصب في تعزيز الغرائز، والتي لا تتناسب والشعارات التي طرحها مؤسِّس «التيار البرتقالي» الرئيس عون؟
والوزير باسيل كان يعلن في مجالسه الخاصة عن أنّه لا يؤمن جانب من يتقلب بسرعة البرق، ومنهم النائب أسود.
وعلق البعض على ذلك بالقول: قد يكون استخدامه كما الشمعة التي تذوب وكلما كان فتيلها أغلظ، اشتعلت بسرعة أكثر، وإذا كان النائب أسود يرى في نفسه أحد صقور «الوطني الحر»، فإنّ هناك مَنْ يرى أنّ الطفيليات تعيش إلى جانب الأشجار الراسخة قبل اجتثاثها.