بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تشرين الثاني 2021 12:02ص مصدر سياسي لـ«اللواء»:الاستقالة ليست حلاً وعلى ميقاتي دعوة الحكومة للانعقاد

الطبقة السياسية تتحمّل المسؤولية وعلى لبنان الالتزام بمطالبة الراعي بالحياد

حجم الخط
عشية انتهاء السنة الخامسة من ولاية الرئيس ميشال عون دخل لبنان في مرحلة غير مسبوقة بتاريخ علاقته مع اشقائه العرب رغم انه كان من اوائل الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، ولكنه للاسف اصبح اليوم يعيش حالة عزلة تامة عن محيطه العربي لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بسبب سياسة الارتهان والتسلط بقوة السلاح من قبل فريق سياسي معروف بسعيه للعمل للانفصال عن الدول العربية لا سيما الخليجية منها وهي التي كانت ولا زالت تعتبر الاوكسجين الحقيقي للبنان، وطالما وقفت الى جانبه وقفة الشقيق الاكبر مساندةً وداعمةً له في احلك الظروف السياسية والامنية والاقتصادية والمالية، فالتطورات السياسية الاخيرة ومواقف «حزب الله» ضد هذه الدول وتدخّله بسياستها فاضت الكيل لديها وادت لان تتخذ دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مواقف استثنائية تجاه لبنان بحيث ولاول مرة يتم فيها سحب السفراء منه مما يعني ان الازمة لم تعد ظرفية وبسيطة بل اصبحت خطيرة ومعقدة. 

وفي هذا الاطارا يقرأ سياسي مخضرم «للواء» تداعيات هذه التطورات على لبنان وحكومته فيؤكد ان ما حصل في الايام الماضية يعتبراخطر مرحلة تمر في تاريخ لبنان، حتى انها اخطر من الحرب الاهلية التي عانى منها جميع اللبنانين، ويرى انه ليس من المنطق اعطاء اهمية لما اعلنه وزير الاعلام جورج قرداحي من مواقف لانه في الاساس كان يجب ان لا يكون وزيرا، خصوصا ان مواقفه معروفة قبل توليه الحقيبة الوزارية، وهو كانت استغنت عنه محطة Mbc في العام 2017 بسبب هذه المواقف المرفوضة من قبل مجلس التعاون الخليجي، خصوصا لناحية اشادته بالرئيس السوري بشار الاسد ، لذلك كان على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما تم طرح اسم قرداحي عليه مراجعة تاريخه فيما يتعلق بمواقفه من هذه الدول، خصوصا ان البيان الوزاري لحكومة «معا للانقاذ» كان واضحا بالنسبة لحرص لبنان على علاقته مع الدول العربية واعادة توطيدها وتمسكه بها، فمن يريد اعادة التواصل مع هذه الدول كان عليه مراجعة مواقف وزرائه منها. «

ويشير المصدر ان الازمة الراهنة لم تعد تتعلق باستقالة الوزير قرداحي، وهذا الامر يبدو واضحا من خلال التصريحات التي تصدر عن المسؤولين في دول الخليج الذين يعتبرون ان «حزب الله» يسيطر على البلد كله حسب المصدر لذلك فهم لا يريدون التعامل مع دولة يسيطر عليها الحزب .

وتذكّر المصادر بما كان يقوله الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك وهو ان وضع العقوبات على الدول والمسؤولين والحكومات تسفر عن ردود فعل عكسية، والشعب في النتيجة هو من يدفع ثمن هذه العقوبات بحيث يضطر للسير مع السياسية التي لا تمثله بالاصل،ويشير المصدر الى انه ربما ارادت دول الخليج من هذه  العقوبات التي تفرض وتطال كل الشعب اللبناني ان تشكل ورقة ضغط عليه في الانتخابات المقبلة من اجل اعادة النظر بالطبقة السياسية اللبنانية وتغييّرها، ولكن يأسف المصدر انه بوجود قانون الانتخابات الحالي فلا يمكن تغيّير هذه الطبقة التي ستبقى لها الاكثرية، ولكنها تأمل ان يحصل اي تغيّير حتى ولو كان محدودا.

ويربط المصدر السياسي الازمة الراهنة حاليا بالمفاوضات الاميركية –الايرانية ، ويشير الى انه علينا انتظار بدء هذه المفاوضات والنتائج التي ستسفر عنها والوقت التي ستستغرقه، ولكنه يعتبر انه في هذا الوقت سيبقى لبنان يرزح تحت الضغط السياسي والاقتصادي الصعب، ويتخوف ايضا من ان تجري هذه المفاوضات على حساب لبنان كما حصل في العام 1990 عندما اتفقت الولايات المتحدة مع السوريين الذين ساعدوا الاميركيين بخروج صدام حسين من الكويت حين تمت مكافأتهم ببقائهم بلبنان.

ويعتبر المصدر ان استقالة الحكومة حاليا ليست حلا ، بل ان الامر سيزيد الامور تعقيدا، خصوصا اننا بإنتظار استئنتاف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لانه بمجرد بدء هذه المفاوضات فإن الوضع المالي قد يشهد ارتياحا،  المصدر السياسي تمنى على الرئيس مبقاتي دعوة الحكومة لاعادة عقد جلساتها في اسرع وقت ممكن ولملمة وضعها من اجل تنفيذ الخطة الانقاذية المطلوبة من لبنان.

وحول امكانية انعكاس لقاءات الرئيس ميقاتي في غلاسكو ايجابا على اعادة العلاقات اللبنانية –الخليجية يلفت المصدر بأن الموقف السلبي الذي اتخذته المملكة العربية السعودية تجاه لبنان لا يمكن ان تأخذه اذا لم تكن تحصل على ضوء اخضر من الولايات المتحدة الاميركية، خصوصا ان هناك عتب سعودي وخليجي كبير على الفريق السياسي الذي استلم الحكم منذ 2005 والذي كان لديه الاكثرية في المجلس النيابي ولم يتخذ اي خطوة ايجابية تجاه هذه الدول لا سيما السعودية التي قدمت الكثير من الدعم والمساعدة للبنان، كما ان المجتمع الدولي ساعد لبنان كثيرا من خلال المؤتمرات التي نظمت من اجله ان كان مؤتمرات باريس او حتى مؤتمر «سيدر» و لكن لم يلتزم احد من المسؤولين بقرارات ونتائج هذه المؤتمرات.

واعتبر المصار ان الانعكاس الاقتصادي على لبنان من خلال عزله ستكون كبيرة جدا، لان لا بديل لديه عن هذه الدولة التي طالما كانت رئة لبنان، ويشير المصدر السياسي الى انه من الطبيعي ان ايران لا يمكنها ان تكون بديلا عن هذه الدول، ويأسف لان صادرات لبنان ستكون محدودة جدا الى العراق والاردن ، وفي الوقت ذاته يستبعد المصدر ان تتخذ دول الخليج خطوات سلبية تجاه مئات الاف العائلات اللبنانية التي تعمل لديها.

وعن كيفية حل المشكلة يقول المصدر: «عليناالانتظار قليلا لكي تهدأ  الامور والعمل على التفاوض مع هذه الدول لمعرفة الشروط التي تلائم لبنان لاعادة هذه العلاقات، ولكن اذا كانت احدى الشروط سحب سلاح «حزب الله» فهم على معرفة تامة ان الدولة اللبنانية حاليا لا يمكنها تجريد الحزب من سلاحه حتى ولو ادى ذلك لنشوب حرب اهلية، ويعتبر ان الحل هو الالتزام بما يطرحه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اي ضرورة حياد لبنان ويشير الى انه حتى هذا الامر يحتاج لوقت من اجل الوصول اليه.

وعن الجهة الداخلية التي تتحمل مسؤولية ما وصلنا اليه يختم المصدر بالقول: «الجميع عليه المسؤولية خصوصا من كانوا يضعون مصالحهم الشخصية اولوية وحساباتهم الانتخابية على حساب الوطن وسيادته من اجل الفوز ببعض المقاعد واقامة تحالفات انية، كما يتحمل المسؤولية كل من عمل على ايصال الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة،واليوم فإن  جميع اللبنانيين هم يدفعون ثمن كل هذه الحسابات الخاطئة».