بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تموز 2019 02:18م ندى وزينب.. ورواية "الترمينال" بعد الثلاثين والأربعين

ندى المغربل وزينب الرز ندى المغربل وزينب الرز
حجم الخط
على قاعدة "لن يفت الأوان"، عزمت كل من السيدة ندى المغربل والسيدة زينب أحمد الرز على استكمال تعليمهما بخوضهما امتحانات شهادة الثانوية العامة الأخيرة، بعد توقيف دام 25 سنة لـ"مغربل" و15 سنة لـ"الرز". فما هي رواية السيدتين بعد هذه التجربة؟

العودة الى عالم الكتب

تعتبر المغربل، ابنة رأس النبع - بيروت، والأم لولدين أن شغفها بالعلم أعادها الى عالم الكتب والدفاتر بعد توقف لـ25 سنة تفرغت بهم لتربية ولديها وتعليمهما، واليوم أتمت ابنتها (24 سنة) دراستها الجامعية وأصبحت اختصاصية تغذية، ويتابع ابنها (21 سنة) دراسته الجامعية. وبالتالي شعرت بأنها أوصلتهما إلى بر الأمان، وبات بامكانها أخذ حصتها من العلم.

هذه التجربة اليوم تكللت بالنجاح، إذ نجحت في فرع الإقتصاد والإجتماع، وهي تبلغ من العمر 42 سنة، وذلك بعد ما تزوجت بعد اتمامها مرحلة الشهادة المتوسطة بعمر الـ16 سنة، وانشغلت بأسرتها، وتدريس ولديها لايصالهما لهدف أسمى لطالما انحرمت منه.

أما ما شجعها على خوض التجربة، فتشير الى أن ابنة أخيها كانت طالبة ثانوية عامة هذا العام، مما دفعها للاستعانة بما يلزم من دفاترها وكتبها المدرسية
دون أن تحضر حصص الدروس في الصف، بحيث لم تتوقع النجاح، واعتبرتها "ضربة حظ".

وتستعد اليوم للتخصص في الجامعة في مجال التربية الحضانية. بحيث تعتقد أنه يجب عليها الإعتماد على نفسها للعمل لأنها لا تعلم ماذا تخبئ لها الأيام.

أبناء زينب وزوجها "فخورون بها"

لزينب الرز قصة نجاح أخرى، فإنجازها هنا لم يكن باحتلالها المراتب الأولى، بل لتكلل تجربتها بالنجاح، بعد عودتها الى صف الشهادة الرسمية بعد 15 سنة من الإنقطاع.

وتعتبر زينب أن نجاحها اتسم بالإرادة والتحّدي، وبالإيمان والقدرة على مواجهة الذات والمعوقات، فهي الأم لـ4 أطفال أكبرهم في سن الـ12 وأصغرهم في الرابعة، التي عادت الى مقاعد الدراسة بحثًا عن شهادتها في فرع الآداب والإنسانيات.

لا تعتبر زينب إنها "كبرت" وإن الوقت قد مضى وانها أهدرته، ولكن تشير الى أن الشهادة الرسمية تذلل الكثير من العقبات أمام الشخص، وبالتالي نيلها اياها أعادها الى الجامعة للتخصص في الدراسات الإسلامية.

وسنة زينب الدراسية لم تكن معبدة بالورود، بل واجهتها الكثير من المعوقات، حيث بدأت بمتابعة المنهاج بعد شهرين من بدء السنة الدراسية، لتنشغل لاحقًا بأمور عائلية استجدت عليها في منتصف العام الدراسي ما اضطرها إلى الإنقطاع عن الدراسة لمدة 3 أشهر، إّلا أّن إصرار زينب وحماسة عائلتها ولا ّسيما زوجها الذي كان الداعم الأّول لهذه الخطوة، حّول هذه المعوقات إلى إرادة، فانكبت على دراسة المنهاج في الشهرين الأخيرين لتحصد النجاح أخيرًا.

ويشعر أبناء زينب بالفخر بوالدتهم، وتعتبر زينب أنه يحق لها الإفتخار بنفسها، ولا تعتبر أن الزواج هو حاجز أمام المرأة لتكميل تعليمها، وأّن هناك دائمًا مجا ًلا لتحقيق
الطموح.

وتطمح زينب حاليًا إلى إكمال طريقها العلمي، عبر معادلة شهادتها في الدراسة الإسلامية، ومتابعة الماستر في اللغة العربية، وتهدف لنيل شهادة الدكتوراه وامتهان التعليم الجامعي.

المصدر: "اللواء"