يبدو حتى الآن ان الاتصالات والمشاورات التي يجريها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لاعادة عجلة العمل الحكومي الى الدوران الكامل لم تنضج بعد رغم تأكيده على ضرورة حل الازمات وعودة العلاقات اللبنانية-الخليجية الى سابق عهدها، خصوصا مع الانحدار الكبير للاوضاع الاجتماعية والمالية والاقتصادية، والتي ادىت الى اختلاف واضح في نمط حياة المواطن اللبناني بفعل الازمات الراهنة، وتحولت وجهته الشرائية الى الارخص بعد ان كان معظم الشعب بإستطاعته اقتناء المنتوجات المستوردة، من هنا عادت الصناعة اللبنانية للتتصدر رفوف السوبرماركت واوجهات المحالات التجارية، بحيث اصبح المواطن بالكاد يستطيع تأمين ادنى مستلزماته بعيدا عن الاسماء التي كانت معروفة لديه سابقا، وحول هذا الموضوع وغيره من الملفات تحدثت «اللواء» الى وزير الصناعة جورج بوشكيان الذي اعتبر ان الصناعة اليوم هي من المقومات الاساسية للاقتصاد اللبناني، وأشار الى ان الوزارة بصدد اعادة دراسة كل القوانين التي يمكن تطويرها لمواكبة التطور الحاصل في العالم والتطلع لازدهار الصناعة اللبنانية اكثر فأكثر في المرحلة المقبلة،مشيرا الى اهمية الجهد الذي يبذله موظفي وزارة الصناعة للعمل على تطوير هذا القطاع المهم من خلال ان يصبح في مصافي المواصفات العالمية العالية.
ولفت بوشكيان الى ان الارتفاع الحاصل لسعر الدولار ادى وبشكل طبيعي الى ارتفاع كل الصناعات المستوردة، لذلك يرى وزير الصناعة بأن الفرصة اليوم مؤاتية لتشجيع الصناعات والمنتجات اللبنانية التي تنتشر في كل دول العالم حيث تحوذ على ثقة عالمية كبيرة.
ويأسف وزير الصناعة الى ان الدولة لا يمكنها في ظل الاوضاع المالية الحالية التي نعاني منها تقديم الحوافز للصناعيين ومساعدتهم لتطوير مصانعهم،ولكنه يشير الى انه سيحمل هذا الملف معه الى مؤتمر «اليونيدو» الذي سيعقد في فيينانهاية الشهر الحالي حيث سيطالب بتقديم الدعم والمساعدة للقطاع الصناعي اللبناني من خلال اللقاءات والاجتماعات التي سيعقدها مع عدد كبير من المسؤولين في المنظمات الدولية وكذلك مع وزراء صناعة دوليين، خصوصا بالنسبة لتصنيع المواد الاولية التي تحتاجها المصانع اللبنانية والتي يتم استيرادها في الوقت الحالي لا سيما فيما يخص المنتوجات الغذائية.
وحول تأثير الازمة الحالية الطارئة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي على تصدير الصناعات اللبنانية اليها، يؤكد الوزير بوشكيان ان لهذه الازمة المستجدة تأثيرات سلبية على تصدير المنتوجات الصناعية، على الرغم من ان الصناعة اللبنانية منتشرة في العديد من الدول الاوروبيةوالاميركيةوالعراق والاردن، ولكن يبقىسوق دول مجلس التعاون الخليجي السوق الاساسي والمهم لتصدير الصناعات اللبنانية، املا بانتهاء هذه الازمة في وقت قريب ومعالجة اسبباها وتداعياتها، معتبرا انها مجرد غيمة صيف وستعبر وستعود العلاقات بين لبنان ودول الخليج الى سابق عهدها، خصوصا ان لبنان تعرض في تاريخه لازمات ولكنه عاد وتخطاها.
وعن عودة مجلس الوزراء للانعقاد أكد وزير الصناعة ان الاتصالات والمشاورات قائمة بين مختلف القوى السياسية على قدم وساق من اجل عودة العمل الحكومي الى طبيعته.
وحول اذا ما زالت الحكومة حكومة «معا للانقاذ»، كما تم تسميتها يجيب بوشكيان:«الحكومة لا زالت حكومة انقاذ بكل ما للكلمة من معنى، وهذه الحكومة رغم كل ما يجري فهي لا زالت متضامنة باغلبيتها مع رئيسها ولدينا كامل الثقة به، وهناك عمل جبار يقوم به الوزراء من اجل نجاح هذه الحكومة».
وردا على سؤال بأن بعض الوزراء من خلال مواقفهم وممارساتهم اظهروا بأنهم غير مستقلين، يؤكد وزير الصناعة ان اعضاء الحكومة هم وزراء تكنوقراط يسعون لخدمة البلد والقيام بخطط اصلاحية من اجل تحسين الاوضاع قدر المستطاع، ولكن لا يمكننا ان ننكر بان السياسة موجودة لدى البعض منهمرغم خلفيتهم التكنوقراط.وعن ما يمكن ان تقدمه الحكومة للموظفين في هذه الظروف الصعبة وفي ظل غياب جلساتها الروتينية يقول بوشكيان:«نحن نسعى من خلال الاجتماعات المكثفة التي يرأسها الرئيس ميقاتي العمل لايجاد حلول تخدم المصلحة الوطنية والشعب من اجل استمرار عمل الدولة، من هنا نحن نقوم باعداد الدراسات وتقديم الافكار من اجل البحث عن الافضل للمواطن اللبناني، ولكن في الوقت ذاته ننتظر نتائج كل المشاورات ودراساتوالاقتراحات قبل اتخاذ اي قرارات قد تؤدي الى نتائج عكسية، لذلك نحن نسعى للعمل بسرعة ولكن من دون تسرع من اجل وضع خطة عمل لحل كل الامور بمشاركة كل الوزراء المعنيين من خلال تقديم مقترحات فعلية.وحول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي يؤكد وزير الصناعة ان هناك جهوزية تامة من قبل الحكومة لتقديم الاقتراحات والخطط المطلوبة رغم الشروط القاسية التي يطلبها الصندوق ولكن هناك انفتاح من قبلنا لمناقشة كل الامور.
وختم بوشكيان بدعوة المواطنين للصبر رغم الوجع الذي يعانون منه والصعوبات الكبيرة، املا بالوصول لايجاد حلول لكل المشاكل بطريقة ايجابية، ومعتبرا ان الصناعي اللبناني مستمر في العمل بالبلد لانه لا يزاللديه ايمان بوطنه وهذا امر ايجابي.