بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الثاني 2022 12:00ص «تسونامي ثلجي» يجتاح لبنان .. ومخاوف من «سيناريو إسطنبول»

الحرارة اليوم إلى ما دون معدلاتها بـ5 درجات مع برد ورياح عاتية

كورنيش عين المريسة.. المرور لمن يجرؤ فقط (محمود يوسف) كورنيش عين المريسة.. المرور لمن يجرؤ فقط (محمود يوسف)
حجم الخط
تجتاح لبنان عاصفة ثلجية وُصِفَتْ بـ»التسونامي الثلجي» بفعل قوّتها غير الاعتيادية والتساقط الكثيف للثلوج، في ظل تخوّف من تكرار سيناريو اسطنبول في لبنان.

وفي هذا الإطار، وجّه خبراء الأحوال الجوية نداء إلى اللبنانيين والمُقيمين للتنبّه جيدا لما ستحمله الساعات الـ24 المقبلة لجهة اشتداد العاصفة الثلجية، مؤكدين أنّنا أمام 24 ساعة من الخطر المناخي، حيث نكون حتى مساء اليوم (الخميس) مع انخفاض كبير بدرجات الحرارة وتساقط مكثف للثلوج، التي ستنخفض عن الـ500 متر في بعض الأماكن بسبب ارتفاع الرطوبة وانعدام سرعة الرياح، بينما ستقطع سماكة بالثلوج الطرقات في المناطق التي ترتفع عن 800 متر، لتكون الرؤية معدومة على ارتفاع 1000 متر.

الطقس المتوقّع

من جهتها، توقّعت دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يكون طقس اليوم (الخميس) غائما جزئيا الى غائم، مع درجات حرارة متدنية (دون معدلاتها الموسمية بأكثر من 5 درجات ساحلا) وحصول موجة من الصقيع على ارتفاع 700 متر وما فوق، تهطل امطار متفرقة وثلوج على ارتفاع 600 متر وما فوق، ورياح ناشطة شمالا مع بعض الانفراجات نهارا، كما يتكون الجليد على المرتفعات ليلا وفي ساعات الصباح الاولى اعتبارا من 700 متر، لذا يحذر من خطر الانزلاقات، على ان تخف حدة الامطار تدريجيا بدءا من بعد الظهر، ويستمر تكون الضباب الكثيف عل المرتفعات.

أحوال المناطق

وفي ما يتعلق بأحوال المناطق المناخية خلال الساعات الـ24 الماضية، فقد أعلن رئيس نقابة الوكلاء البحريين في لبنان مروان اليمن، في بيان، عن «تعطل قسري في أرصفة تشغيل بعض المرافئ اللبنانية ولا سيما مرفأ بيروت بسبب عوامل الطقس وتأثير التيارات البحرية التي تمنع المناولة الآمنة للبضائع، شحنا وتفريغا، مما يضطر السفن إلى الإنتظار وتكبّد الخسائر يوميا، أو التفريغ في مرافئ لبنانية أخرى اذا توافرت الإمكانات الفنية ومعايير السلامة البحرية».  

في حين شهدت بيروت والعديد من المناطق الساحلية تحولاً سريعاً لطرقاتها إلى مستنقعات، حبست المواطنين في سياراتهم وبطّأت عملية السير، ما أسفر عن ازدحام، في حين ارتفاع موج البحر لعدة امتار، واستمر هطول الأمطار الغزير طوال ساعات النهار، مع هبوط مُرعب بدرجات الحرارة، في وقت قطعت الثلوج الطرقات في الشوف، بدءاً من ارتفاع 1000 متر وما دون، مع تدنٍّ ملحوظ في درجات الحرارة وطبقات جليدية تزيد من تفاعل العاصفة.

{ فيما أفادت مراسلة «اللواء» من صيدا، ثريا حسن زعيتر بأنّ «العاصفة المناخية حملت خيرات كثيرة بما أنزلته من أمطار غزيرة، وثلوج لامست حدود الـ600، وصولا الى تساقط حبات البرد على الساحل ما زاد من برودة الطقس والصقيع الذي لم يغب عن اجواء المناطق الجنوبية التي مازالت تحت تأثير الصقيع والبرد القارس الذي يشتد قساوة بسبب  بفعل الامطار والثلوج التي تتراقف مع رياح قوية.. كما هطلت أمطار العاصفة بغزارة ودون توقف، فأعادت الحياة للانهار والسواقي وتحولت الامطار على الساحل الى حبات برد بفعل غزارتها، الامر الذي اثر سلبا على المزروعات الحشائشية، لتحد من حركة الناس والسيارات، وتجبر المواطنين على المكوث داخل منازلهم، في حين تحوّل البحر إلى هائج مُخيف، وتجاوز ارتفاع أمواجه الـ2 متر، فيما توقف العمل في مرفأ صيدا الجديد والقديم، لتستقر البواخر إلقادمة اليهما رست في عرض البحر ريثما تهدأ العاصفة.

{  ومن حاصبيا، أفادر مراسل «اللواء» حسين حديفة بأنّ العاصفة الثلجية حطت رحالها في منطقتي حاصبيا والعرقوب بقوة، وسط تدنٍّ غير مسبوق في درجات الحرارة، التي وصلت الى ما دون  الصفر، فتساقطت الثلوج ابتداءً من ارتفاع 700 متر وما فوق، وعزلت القرى والبلدات في المنطقتين عن بعضها البعض ابتداءً من ارتفاع 800 متر، ما تسبّب بإقفال المدارس والثانويات الرسمية والخاصة لعدم تمكّن الطلاب من الوصول الى مدارسهم، كما أقفلت العديد من المؤسسات والمحلات التجارية دون أن تفلح الآليات والجرافات المتعاقدة مع وزارة الاشغال العامة والبلديات من فتح الطرقات التي كان تساقط الثلوج واشتداد العاصفة سرعان ما يعيد اقفالها، ما اضطر عناصر الصليب الأحمر اللبناني في مركز شبعا، إلى العمل سريعا لإنقاذ العديد من المواطنين العالقين بسياراتهم على هذه الطرقات. كما عملت عناصر أخرى على نقل عدد من الحالات المرضية إلى مستشفى حاصبيا ومرجعيون الحكوميين، وإلى مستوصفات البلدة.

{ وفي زحلة لا يزال تساقط الثلوج مستمراً، وبوتيرة عالية حيث تراوحت سماكتها بين 10 و25 سنتم، ما أسفر عن انقطاع كل الطرقات داخل مدينة زحلة مقطوعة، فسارعت آليات ​الدفاع المدني​ و​وزارة الاشغال​ العامة إلى فتحها، كما خلال الساعات الماضية، عمل عناصر الدفاع المدني على انقاذ العشرات من المواطنين، الذين احتجزوا داخل سياراتهم على طريقي ​ضهر البيدر​ ​ترشيش​ – زحلة، في وقت انتشرت الفرق الفنية التابعة لشركة كهرباء زحلة​، في كافة المناطق التابعة لها، وعملت على اصلاح الاعطال التي سببتها العاصفة الثلجية، كما وضعت إدارة الشركة أرقام هواتفها بتصرف الزحليين والبقاعيين، للتبليغ عن أي عطل للعمل فوراً على اصلاحه.

{ وفي البقاع، شلّت ​العاصفة الثلجية​ الحركة التجارية وحركة السّير، وعزلت القرى عن بعضها، في ​بعلبك الهرمل​، وذلك بعدما نشط تساقط الثلوج على علو 500 متر وما فوق، حيث انعدمت ​حركة السير​ على الطرقات الدولية، بعد تدخل ​وزارة الأشغال​ و​البلديات​ بفتح الطرقات، كما تعطلت الدراسة في المدارس الرسمية والخاصة، إذ بلغت سماكة الثلوج في المناطق الجبلية 60 سم.

يُشار إلى أنّ غرفة التحكم المروري ذكرت أن «الطرقات الجبلية المقطوعة بسبب تراكم ​الثلوج، هي: جزين كفرحونة البقاع الغربي، وترشيش زحلة، وطريق ضهر البيدر مقطوعة أمام جميع المركبات».