بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

18 تشرين الثاني 2022 12:11ص احتجاجات إيران تنزلق للدم والسلطات تحذر من «حرب أهلية»

الوكالة الذرية تُُندِّد بعدم تعاون طهران.. وواشنطن تُقرُّ عقوبات جديدة

حجم الخط
تلقت إيران من جديد تحذيراً لعدم تعاونها في الملف النووي، على خلفية تعثر محادثات إحياء اتفاق 2015 الهادف إلى منعها من تطوير قنبلة نووية فيما شهدت المدن الايرانية أمس هجمات مسلحة وقمعا للاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، والتي يبدو أنها متجهة لمزيد من إراقة الدماء.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية،  بمصرع 10 أشخاص بينهم عناصر من الشرطة في هجومين مسلحين، فيما اتهمت السلطات الإيرانية إسرائيل وأجهزة مخابرات غربية بالتآمر لإشعال شرارة حرب أهلية.
وأمس تبنى مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس في فيينا قرارا يندد بعدم تعاون إيران، وافقت عليه 26 دولة عضوا في الوكالة من أصل 35، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس.
وصوّتت ضدّه روسيا والصين، بينما امتنعت خمس دول وغابت دولتان عن التصويت.
وهذا القرار الثاني الذي يجري تبنّيه هذا العام، بعد قرارٍ في حزيران. أمّا السبب وراءه فهو نفسه ويتمثّل في عدم وجود إجابات «ذات مصداقية تقنية» في ما يتعلق بآثار اليورانيوم المخصّب التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلن عنها.
وقرّرت واشنطن ولندن وباريس وبرلين زيادة الضغط، في ظلّ عدم إحراز تقدّم في الأشهر الأخيرة.
ووفق النص الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس، فإنّ المجلس «يعرب عن قلقه العميق» في مواجهة هذه المشكلة التي لا تزال بلا حل «بسبب التعاون غير الكافي من قبل إيران».
وذكر النص ان المجلس "يرى أنه من الضروري والملح" أن تقدّم طهران على الفور "إيضاحات" بشأن وجود جزئيات من اليورانيوم، وكذلك السماح بـ"الوصول إلى المواقع والمعدّات"، من أجل "السماح بجمع العيّنات".
وبناء على أهميته الرمزية في هذه المرحلة، فإنّ القرار قد يكون مقدّمة لإحالة النزاع إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المخوّل فرض عقوبات.
وقالت السفيرة الأميركية لورا هولغيت، "على إيران أن تعلم أنها إذا فشلت في التعاون لحلّ هذه القضايا، فسيتعيّن على المجلس اتخاذ مزيد من الإجراءات".
وسارعت ايران الى التنديد بالقرار معتبرة أنه لن "تكون له أي نتيجة" وقد "يؤثر في التعاون" بينها وبين الوكالة الذرية.
وقال محسن ناظري أصل الممثل الدائم لايران في الوكالة الاممية كما نقلت عنه وكالة إرنا الرسمية للانباء "ننتظر من الوكالة ان تتبنى مقاربة مستقلة ومحايدة ومهنية من دون أن تدع الاهداف السياسية لبعض الدول تؤثر فيها".
ورحبت روسيا عبر سفيرها ميخائيل أوليانوف في تغريدة بنيل التأييد أصواتاً أقل من القرار السابق "الذي حصد 30 صوتا". 
وفي وقت سابق، انتقدت موسكو في وثيقة وُزّعت على الدول الأعضاء "العمل غير المثمر" الذي "ستكون له عواقب لا رجوع فيها".
ففي حزيران أزالت طهران 27 كاميرا مراقبة وتجهيزات أخرى من منشآتها النووية وواصلت تطوير برنامجها النووي نافية رغبتها في تطوير قنبلة نووية.
وأشارت الدول الأوروبية الثلاث الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) أمام المجلس إلى "وضع خطير للغاية" و"يثير شكوكاً جدية حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني".
اوضح خبير الشؤون الإيرانية في "معهد واشنطن" هنري روم لوكالة فرانس برس أن "إيران اليوم قادرة على إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لتطوير سلاح نووي بشكل أسرع من أي وقت مضى".
وسيستغرق الأمر "أقل من أسبوع"، بحسب تقرير صدر مؤخراً عن الجمعية الأميركية "آرمز كونترول" للحد من الأسلحة، علماً أن المراحل الأخرى تحتاج عام أو عامين للحصول على القنبلة.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس فرض عقوبات على 13 شركة تسهل بيع منتجات بتروكيماوية إيرانية بمئات ملايين الدولارات لمشترين في شرق آسيا.
وقال بيان الخزانة إن الشركات المستهدفة، والتي تتمركز في مجموعة من الدول، تبيع النفط نيابة عن شركات حكومية إيرانية. 
وأضاف البيان أن الإجراءات المتخذة اليوم (أمس) والتي تأتي ضمن جولة خامسة من العقوبات التي تستهدف تجارة النفط والبتروكيماويات في إيران منذ حزيران 2022، تظهر عزم الوزارة "استهداف أنشطة التهرب من العقوبات".
على صعيد الاحتجاجات المستمرة نزل مئات المتظاهرين الى الشارع أمس في مدينة كردية في غرب إيران، في تحدّ جديد للسلطات التي تعمل على قمع الاحتجاجات بالعنف.
وأفادت وسائل إعلام رسمية، أمس بمصرع 10 أشخاص بينهم مواطنون وعناصر أمن في هجومين منفصلين الليلة الماضية، إذ لقي 7 أشخاص في مدينة إيذه جنوب غرب البلاد، وثلاثة عناصر من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري مصرعهم في هجوم منفصل في أصفهان وسط البلاد.
وبحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، فإن الهجوم الأول نفّذته مجموعتان من المسلحين يستقلون دراجتين ناريتين، لافتة إلى أنهم "أطلقوا النار على المواطنين وعناصر الشرطة، باستخدام أسلحة كلاشينكوف، في السوق المركزية بمدينة إيذه". 
وأشارت إلى اعتقال 3 أشخاص ضالعين في ما وصفته بـ«الاعتداء الإرهابي».
ووصفت وكالة "إرنا" الرسمية منفّذي إطلاق النار بـ"الإرهابيين"، وقالت "على إثر دعوة مجموعات مناهضة للثورة (إلى الاحتجاج)، استغل عناصر إرهابيون مسلحون وجود عدد من الأشخاص، وبدأوا بإطلاق النار على الناس وعناصر الأمن" في سوق مدينة إيذه.
واتهم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس اسرائيل وأجهزة استخبارات غربية ب"التخطيط" لحرب أهلية في إيران.
من جهتها قالت منظمة "هنكاو" الحقوقية التي تتخذ من أوسلو مقرّاً، إنّ قوات الأمن قتلت أمس متظاهرين اثنين في بوكان وفي سنندج، وهما منطقتان ذات غالبية كردية.
وقتل عنصر من قوى الأمن أيضا في سنندج، بينما شوهد عدد كبير من المتظاهرين في شوارع المدينة، وفق ما أظهر شريط فيديو تحققت وكالة فرانس برس من صحته.
وتحدثت "ارنا" عن مقتل عنصرين من الباسيج طعنا وإصابة ثلاثة بجروح في مدينة مشهد أثناء "محاولتهم التدخّل لأنّ مشاغبين كانوا يهدّدون تجّاراً لإجبارهم على إغلاق محلّاتهم".
(الوكالات)