أكد الاتحاد الأوروبي وقطر التي يزور أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني طهران، العمل على الدفع قدما بمباحثات إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني المتعثّرة منذ أسابيع في ظل التباين بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
والتقى الشيخ تميم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي امس في طهران، تزامنا مع تواجد منسّق الاتحاد الأوروبي لمباحثات فيينا انريكي مورا في العاصمة الإيرانية حيث التقى كبير المفاوضين علي باقري على مدى يومين.
وأتت زيارة أمير قطر، وهي الأولى له الى طهران منذ أكثر من عامين، في ظل جمود تشهده المباحثات التي بدأت في فيينا قبل أكثر من عام، وحققت تقدما كبيرا لم ينجح في حل كل النقاط العالقة. ويشكّل هذا الملف منذ مدة أحد المجالات التي تنشط فيها دبلوماسية الدوحة المرتبطة بعلاقات وثيقة مع العدوين طهران وواشنطن.
وقال الشيخ تميم «في ما يتعلق بالمفاوضات التي تحدث في فيينا، قطر دائما تنظر لها بإيجابية لأن الحل الوحيد لأي خلاف نراه هو بالطرق السلمية وبالحوار»، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائه رئيسي في مجمع قصر سعدآباد بشمال طهران.
وأضاف «نحن ندفع إن شاء الله للأمام جميع الأطراف» بهدف التوصل الى تفاهم يكون «عادلا للجميع».
ولم يتطرق رئيسي في تصريحاته بشكل مباشر الى مباحثات الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنه حذّر من التدخل الأجنبي في الشؤون الاقليمية.
واعتبر الرئيس الإيراني أن حل «القضايا الاقليمية يجب أن يتم من خلال المسؤولين في المنطقة»، وأن «أي تدخل من قبل الدول الغربية والأجنبية بالمنطقة (...) سيضرّ الأمن الإقليمي».
وتأتي زيارة أمير قطر لطهران مع استضافة العاصمة للدبلوماسي مورا الذي التقى كبير مفاوضي إيران علي باقري لليوم الثاني تواليا، وفق الاعلام الرسمي الإيراني.
وفي حين لم تقدّم وسائل الإعلام المحلية تفاصيل بشأن فحوى مباحثات الجانبين، سبق لمسؤولين أوروبيين أن ألمحوا الى أن هذه الزيارة، وهي الثانية لمورا الى طهران منذ تعليق المباحثات، قد تكون بمثابة الفرصة الأخيرة لابرام تفاهم.
وشدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو على أن دور المنسّق «هو القيام بكل ما يمكن لانقاذ هذا الاتفاق».
وأضاف للصحافيين امس إن مورا يزور «طهران تحديدا لدفع المباحثات قدما والتمكن من العودة الى فيينا وانجازها بطريقة إيجابية».
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أشار الإثنين الى أن «زيارة السيد مورا تجعل المفاوضات تتقدّم في الاتجاه الصحيح»، لكن ذلك «لا يعني أنه يحمل رسالة جديدة بعد توقّف» المفاوضات، كون الرسائل «يتمّ تبادلها باستمرار بين ايران والولايات المتحدة، عن طريق الاتحاد الأوروبي».
وشدد على أن التباين بين واشنطن وطهران لا ينحصر «بموضوع واحد، مثل موضوع الحرس الثوري».
وتشدد طهران على ضرورة أن تتخذ واشنطن القرارات «السياسية» التي تتيح انجاز التفاهم لإحياء اتفاق العام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلميتها.
ووصل أمير قطر الى طهران على رأس وفد سياسي واقتصادي، وكان في استقباله في مطار مهرآباد النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» أن الزيارة سيتخللها بحث في «العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك»، بما يشمل «التعاون الثنائي في إطار التفاعل الاقليمي، التعاون في كأس العالم 2022 لكرة القدم (التي تستضيفها قطر)، متابعة تبادل السجناء (بين إيران ودول غربية) والتعاون في مجال الطاقة».
وتأتي الزيارة بدعوة من رئيسي الذي كان زار الدوحة في شباط الماضي، حيث التقى الشيخ تميم وشارك في مؤتمر قمة للدول المصدّرة للغاز.
ورحّب الشيخ تميم بحضور المشجعين الإيرانيين نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها قطر أواخر هذا العام، شاكرا للمسؤولين الإيرانيين «تعاونهم ومساندتهم لنا لانجاح هذه البطولة التي تخصّ جميع من في المنطقة».
وانتقل الشيخ تميم بعدها الى مجمع سعدآباد في شمال العاصمة الإيرانية، حيث أقام له رئيسي استقبالا رسميا.