رياضة

وبعيداً عن لغة الارقام، يفترض التوقف عند اثر هام معنوي لا مادي، ويتمثل بالعامل الذي يوفره صلاح كقدوة عن العرب والمسلمين، عقب حملات التشويه التي طالت الطرفين منذ نحو 20 عاماً نتيجة لافعال طائشة اقدمت عليها جماعات لا تمت للدين سوى بالاسم.

ونعود بالذاكرة قليلا للوراء، وتحديداً لنحو عامين منقضيين، بعد ان كشف رجل بريطاني يدعى بن بيرد بانه دخل الإسلام، ولكن أخلاق صلاح غيرت فكره، بعدما تابعه ورأى تصرفاته بالملعب، وأخلاقه مع زملائه اللاعبين، وذلك بعدما كان يكره المسلمين بشدة، لكونه من أتباع اليمين المتطرف، ويؤمن بنظرياته عن بشاعة الإسلام ورغبة معتنقيه في قتل كل شخص ليس على دينهم، ويرى أنهم إرهابيون.

وأوضح أنه حصل على شهادة في دراسات الشرق الأوسط للتعرف عن قرب على المسلمين، وأتاحت له دراسته بالجامعة الالتقاء بالعديد من المسلمين من السعودية، واكتشف أخلاقهم وطباعهم الطيبة، وان اطروحته الجامعية كانت بعنوان "محمد صلاح هدية من الله"، وقال: إن "صلاح عندما يسجل هدفاً أعتقد أنه يسجل من أجل الإيمان، عندما فاز بدوري الأبطال قلت لصديقي إنه انتصار للإسلام، بعد كل هدف من أهدافه، يمارس صلاح السجود ويكشف عن رمز إسلامي".

هذه الحادثة تبعتها دراسة لمركز سياسات الهجرة وقامت بها كل من جامعة ستانفورد الامريكية والمعهد السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، وخلصت الى أن وجود صلاح بفريق ليفربول كان له أثر واضح على موقف مشجعي النادي كما أبناء المدينة الانكليزية من الاسلام والمسلمين.

ولفتت الدراسة ان بروز نجومية صلاح ساهمت إلى حد كبير بالحد من النظرة السلبية للمسلمين واستندت الى بيانات شرطة ليفربول حول تراجع جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 18.9 في المئة بعد انضمام صلاح إلى الفريق، كما تراجعت تغريدات مشجعي الفريق المعادية للإسلام بأكثر من 50 بالمئة مقارنة مع تغريدات مشجعي أكبر خمسة فرق في الدوري الانكليزي الممتاز.

مدرب فريق ليفربول يورغن كلوب اشار حين أدرج أسم صلاح بقائمة مجلة تايمز الأمريكية عن الشخصيات المئة الأكثر تأثيراً لعام 2019، أن صلاح "مسلم ويعيش في عالم ينظر فيه البعض إلى الإسلام باعتباره مصدر خطر"، لكن صلاح المسلم "شخص مفعم بالفرح والحب ويقوم بما يتطلب منه دينه. إنه مؤثر جداً وإذا كان لصلاح تأثير على المستوى العالمي فهذا أمر جيد".