انشغلت وسائل الاعلام منذ لحظة انتهاء المباراة بين لبنان وقطر في نهائيات بطولة كأس الامّم الاسيوية لكرة القدم المقامة في الامارات، بالوقائع التحكيمية التي شهدتها، وكانت الأبرز لتاريخه، ان لم يكن على مدار هذه النسخة نظراً لفداحتها، وهي بعيداً عن التفسيرات، كما والتأويلات، تبقى اخطاء تحكيمية من حكم اساء التقدير بمنعه لبنان من التقدم، ومنحه بالتالي للقطريين، والذين لا ذنب لهم سوى ان الحكم الصيني، من طينة البلهاء!
غير ان السؤال الذي يطرح نفسه بهذه اللحظات هو: هل أن انشغالنا بتلك الوقائع التحكيمية سينسينا اننا لم نلعب سوى المباراة الاولى بالبطولة، وانه لا تزال أمامنا مباراتان امام السعودية وكوريا الشمالية توالياً، ويفترض ان لا نبقى نبكي على الاطلال والتفكير بما ينتظر منتخبنا الذي لا زالت الفرص أمامه متاحة، ان لم يكن عبر بوابة المركز الثاني للمجموعة والذي بات صعباً للغاية، فان حلولنا في الترتيب الثالث قد يمنحنا بطاقة العبور نحو الدور التالي، اي انه يفترض بنا حالياً، ابعاد لاعبينا عن اجواء الشحن والتوتر، ومنحهم فرصة التركيز على المباراتين التاليتين.
إذاً وبناء لما أسلفناه يفترض العمل حالياً على عدم تشتيت اذهان رجال الارز، وان نكون عوناً وسنداً لهم بما هو آت، مع عدم اغفال ان هذه النسخة ستكون بطولة المفاجآت، فها هو المنتخب السوري الذي كان قاب قوسين او أدنى قبل أشهر من بلوغ مونديال روسيا، يتقهقر في مجموعته، كما ان الاستراليين حاملي اللقب، يواجهون الحال نفسه، علماً ان غريمهما واحد، وهو منتخب «النشامى» الأردني الذي حجز لنفسه مكاناً بالدور الثاني، الذي لا شك سنشاهد فيه منتخبات من خارج دائرة المرشحين للمنافسة على اللقب.