بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 كانون الأول 2022 12:19ص العرب قالوا كلمتهم بمونديالهم والقادم سيكون حُكماً أفضل

حجم الخط
صحيح أن النسخة الـ22 من كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بضيافة الأشقاء القطريين، أكتسبت لقب مونديال العرب بامتياز، نظرا لما شاهده العالم أجمع من تعاضد وتلاحم أكثر من لافت، بين أبناء القومية الواحدة، كما رفضهم لحالات شاذة وغريبة عن مبادءهم وتقاليدهم، غير انه لا يمكن تجاهل الواقع الفني الميداني، الذي يؤكد هذه الصفة، حيث اصبحت مشاركة المنتخبات العربية في مونديال «قطر 2022» الأفضل في التاريخ من حيث عدد الانتصارات في نسخة واحدة، بعد تغلّب تونس على فرنسا كما المغرب على كندا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
وكانت السعودية حققت مفاجأة مدوية بفوزها على الأرجنتين بطلة 1978 و1986 ونجمها ليونيل ميسي افتتاحا 2-1، وأصبحت أول منتخب آسيوي يتغلب على «راقصي التانغو» بالبطولة التي تقام مرة واحدة كل 4 سنوات.
وبعدها، نجح المغرب بالتفوق على بلجيكا ثالثة مونديال 2018 والمصنفة ثانية عالميا 2-0 ليضع قدمه في ثمن النهائي الذي كرسه أمس أمام كندا، أما تونس، فانضمّت إلى قائمة المنتخبات الفائزة على أصحاب الأوزان الثقيلة، بتخطيها الأربعاء فرنسا حاملة اللقب بهدف وهبي الخزري.
ولكن فرحة التونسيين لم تكتمل، لأن أستراليا حصدت نقطتها السادسة بفوزها على الدنمارك وحلت وصيفة لمجموعتها على حساب «نسور قرطاج» الذين ودّعوا دور المجموعات للمرة السادسة في 6 مشاركات.
وتكرس الحضور العربي بعد فوز المغرب على كندا، ليؤكد أن اعتباره مرشحا قويا لتخطي دور المجموعات وخوض ثمن النهائي للمرة الثانية بتاريخه بعد 1986 كان في محله.والمؤسف ام المنتخب العربي الوحيد الذي لم يحقق أي فوز في نسخة 2022، كان المضيف القطري الذي مني بـ3 خسارات أمام الاكوادور (0-2)، السنغال (1-3) وهولندا (0-2)، حيث لم يستطع العنابي محاكاة النجاح التنظيمي المبهر لبلاده باحتضان العرس الكروي العالمي.
وكانت المنتخبات العربية حققت فوزين في نسخة 1982 عندما تخطت الجزائر ألمانيا الغربية 2-1 في مباراة تاريخية وتشيلي 3-2 قبل أن تودع بمؤامرة بين ألمانيا والنمسا، اما نسخة 1994 فشهدت تغلب السعودية على المغرب 2-1 وبلجيكا 1-0 بهدف شهير لسعيد العويران، وفي 2018 مع فوز السعودية على مصر 2-1 وتونس على بنما 2-1، وفي المرات الـ3، كانت السعودية العامل المشترك بتحقيق الانتصارات العربية.
ومن بين جميع المشاركين العرب بكأس العالم منذ انطلاقها في العام 1930، وحدها المغرب (1986 و2022) السعودية (1994)، والجزائر (2014)، تخطت دور المجموعات، فخسر الأول بصعوبة أمام ألمانيا الغربية 0-1، والثانية أمام السويد 1-3، والثالثة بعد التمديد أمام ألمانيا 1-2 التي أحرزت اللقب لاحقا.
والحق يقال، أن ما قدمه الثلاثي العربي بهذه النسخة المونديالية، يؤسس لما هو افضل في الاستحقاقات المقبلة، دون إغفال ان الامل بما سيحققه اسود الاطلس بالنسخة الحالية، يعول عليه كثيرا، رغم أن ما حققوه لتاريخه يعتبر إنجازا بحد ذاته.