بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تموز 2018 12:06ص بعيداً عن التتويج.. ماذا يخبئ لنا مونديال العجائب بعد؟!

حجم الخط
بعد اكتمال صورة اللوحة الختامية للنسخة الـ21 من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، لم يعد السؤال الذي يشغل بال الكثيرين في العالم، عن هوية البطل الذي سيتوج عقب المباراة الختامية التي ستنطلق عند السادسة مساء الأحد المقبل، بل ان الأنظار ستتركز حول إمكانية رؤية منتخب جديد سيحجز بطاقة عضويته في نادي الأبطال، وهو الفريق الكرواتي الواعد بنجومه الذين والحق يقال لم يوصلوا للنهائي بمفاجأة او فلتة حظ، بل ان خروجهم لصالح انكلترا كان سيكون المفاجأة بعينها خلافاً لما يعتقده كثيرون، استناداً للتاريخ والعراقة وليس وفقاً للوقائع الميدانية.
وحقق جيل لوكا مودريتش ما عجز عنه أي منتخب كرواتي، وبلغ نهائي كأس العالم للمرة الاولى بتاريخه، حيث يشرع التاريخ ابوابه لامكانية رؤية منتخب تاسع يحرز اللقب بعدما اقتصر التتويج في النسخ الـ20 المنقضية على 8 دول تذوقت طعم الفوز به.
في 12 تموز 1998 أحرزت فرنسا لقبها الأول والوحيد في المونديال، متفوقة على البرازيل في النهائي 3-صفر، وبعد 20 عاما سيتاح للديوك فرصة معانقة الكأس الذهبية مجدداً، او يتركون (دون ارادتهم حكماً) جيل مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش يسجلون اسم دولة جديدة في سجل الأبطال، لمواجهة فرنسا مجددا، أنهت كرواتيا مونديال 1998 ثالثة، وتطمح في روسيا الى لقب عالمي أول لدولة لا يتجاوز عدد سكانها 4,1 ملايين نسمة، في مواجهة منتخب طموح بلغ النهائي للمرة الثالثة (1998 و2006 حين خسر أمام ايطاليا).
ولن تكون كرواتيا وحدها قبلة للأنظار في العاصمة الروسية موسكو الأحد المقبل، بل انه على الضفة المقابلة يقف ديدييه ديشان مدرب المنتخب الفرنسي منتظراً بدوره لينضم إلى قائمة مصغرة تضم اسمين فقط نجحا في تحقيق إنجاز تاريخي من خلال الفوز بلقب كأس العالم كلاعبين ثم كمدربين مع منتخباتهما الوطنية.
وسبق لديشان أن توج بلقب كأس العالم كلاعب مع المنتخب الفرنسي في مشاركته الوحيدة بالبطولة عام 1998 عندما كان قائداً لمنتخب بلاده وهو في الثلاثين من عمره، ليعتزل بعدها اللعب الدولي قبل إقامة مونديال 2002 بكوريا واليابان، ويشارك حالياً بمونديال روسيا للمرة الثانية في مسيرته كمدرب، بعدما كان على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الفرنسي في مونديال 2014 بالبرازيل، إذ اكتفى ببلوغ دور الثمانية بعد خروجه من البطولة على يد المنتخب الألماني بهدف دون رد. 
ويتطلع ديشان ليكون ثالث مدرب يتوج بلقب كأس العالم بعدما ناله لاعباً، إذ سبقه إلى هذا الانجاز اثنان من أساطير المونديال، هما البرازيلي ماريو زاغالو، والألماني فرانز بكنباور . 
فالجناح زاغالو أول من حقق هذا الإنجاز بعدما توج بلقب كأس العالم مع البرازيل كلاعب في مونديال 1958 بالسويد، ثم مونديال 1962 بتشيلي، حيث كان ضمن أفراد الجيل الذهبي الأول للكرة البرازيلية إلى جانب الأسطورة بيليه، وبعدما دخل عالم التدريب، نجح في قيادة منتخب بلاده ليفوز باللقب العالمي في مونديال 1970 بالمكسيك عندما فاز في النهائي الشهير ضد إيطاليا 4-1، في أول مونديال يخوضه كمدرب، في حين كان زميله بيليه لا يزال لاعباً. 
أما القيصر الالماني بكنباور فنال لقب كأس العالم مع ألمانيا الغربية كلاعب في مونديال 1974 بألمانيا، إذ كان من أبرز أفراد الجيل الذهبي للكرة الألمانية، ثم عاد وقاد منتخب بلاده مدرباً في مونديال 1990 بإيطاليا، ليفوز الألمان بلقبهم العالمي الثالث عندما تفوقوا على الأرجنتينيين في النهائي بهدف نظيف.
وما أسلفناه يعني ان هناك الكثير من الامور التي تجعل من نهائي مونديال روسيا ذو أهمية خاصة، فصحيح ان احد طرفيه لن يكون من الأسماء «الفافوري» والذين اعتاد جمهور اللعبة رؤيتهم بميدان التنافس، لكن يمكن لمحبي الساحرة المستديرة مشاهدة وجبة كروية دسمة.