بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2020 12:04ص تحية إكبار لأمهات يرابطن بالمستشفيات لصون أبناء أوطانهن

حجم الخط
بالاذن من المواضيع الرياضية التي تخضع حالياً لاستراحة قسرية فرضتها القوة القاهرة الناجمة عن تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، اذ لا يمكننا تناسي مناسبة عيد الام الذي يحل علينا يوم 21 آذار، وأن يمر مرور الكرام، فهو العيد الذي يشكّل محطة سنوية لتلك الشريحة العظيمة من مجتمعات العالم التي مهما قيل فيها، يستحيل ان نوفيها ولو الجزء اليسير مما تقدمه، للأمم التي تتربى على ايديها.

وصحيح ان هذه المناسبة مجرد محطة سنوية رمزية، كون التكريم للأم يُفترض ان يمارس في كل لحظة من حياتنا، لكن المفارقة ان عيد الام يحل هذا العام بتوقيت يأتي في توقيت غاية بالدقة والحساسية، مع تنامي تفشي تلك الجرثومة غير المنظورة، والتي تفتك ببلدنا لبنان، كما بأصقاع المعمورة بجل اقطابها، حيث ترابط الكثير من الامهات الطبيبات كما الممرضات والعاملات بالمستشفيات بعيداً عن فلذات اكبادهن، غير قادرات على التواجد مع ابنائهن للاحتفال بتكريمهن كما جرت العادة، انطلاقاً من شعورهن بواجب انساني سامي، يجعلهن بمصاف القديسات، فهن وانطلاقاً من هذا الشعور العظيم، يرفضن الا ان يكونوا بجانب المصابين سعياً لشفائهم وتجنباً لان يصيب الوباء سواهن، ليتحولن بمشهدية رائعة ومهيبة، من امهات وحاضنات لأسرهن الصغيرة، الى ربات لابناء اوطانهن في لبنان، كما بكل دول العالم.  

ولا نخفي كم كان المشهد الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي مؤثراً، لتلك الام اللبنانية التي لم تخف اشتياقها لوالدتها كما لاولادها ادم ودانيال وايليا، فأطلت من موقع الرباط في مستشفى رفيق الحريري لتعايدهم، ولتؤكد بان الوطن حالياً هو بيتها الكبير، وكل ابنائه هم اولادها، معتبرة ان الانتصار على المرض، هو الاهم حالياً، حماية للوطن وشعبه.

ومن هنا، وبعد التحية للامهات المناضلات بوجه فيروس العصر في لبنان والعالم، نتوجه بدعوة جدية وصادقة، لان يكون احتفالنا بعيد الام العام المقبل، احتفالاً بعيد وطني رسمي، وليس مجرد مناسبة اجتماعية، اقله تحية لتلك الامهات، وتضحياتهن التي لا تضاهى، مبتهلين بالدعاء لان يشملهم الرحمن برعايته، وبجلاء المصيبة التي حلت بالبشرية، وجل ما نرجوه ان يقي الله عباده شرور هذا البلاء، وان يمن عليهم بواسع رحمته.