بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2019 12:06ص رفيق الحريري.. غيبوه جسداً لكنه باق بانجازاته وشهادات محبيه

حجم الخط
إن «علاقة نادي الحكمة بهذا البيت العريق وبآل الحريري قديمة جدا، منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، كنا على علاقة مستمرة مع الشهيد، الذي كان يستضيفنا دائما بمنزله مع النادي الرياضي(...) ونحن نعتبر أن الرئيس سعد الحريري هو الرياضي الأول في لبنان، فالجميع يعرف شغفه بالرياضة وحرصه على تحقيق طموحات الشباب، كانت لنا معه جلسة رائعة جدا، ووجدنا لديه كل تجاوب، وهو حاضر لمساعدتنا على أي صعيد، إن من خلال مجلس الوزراء أو من خلاله شخصيا. ونحن نتمنى له طول العمر والتوفيق في عمله».
هذا بضع من كلمات ادلى بها رئيس نادي الحكمة إيلي يحشوشي، وذلك قبل ايام قليلة عقب زيارته لرئيس الحكومة، وهي كلمات جاءت نابعة من القلب والوجدان، وبينت بصراحة كيف كانت علاقة دارة ال الحريري مع الرياضيين، بداية من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي أرسى دعائم هذه «الرسالة»، والتي يكملها بكل امانة الرئيس سعد الحريري.
كلمات نتذكرها بحلول الذكرى الثانية عشرة للزلزال الذي هزّ وطننا لبنان، والمتمثل بفاجعة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط من العام 2005، فالسنين مهما طالت بلا رفيق لبنان، لكنه باقٍ عبر بصماته التي لا يمكن ان تُنسى، والاهم انه بمقدار الخسارة الفادحة، فان العزاء يبقى بان «الرسالة» قائمة والنهج لا يزال مستمراً.  
ففي سني حياته التي ستبقى خالدة تحكي صنيعه، لم ينسَ أي طيف من مكوّنات الوطن، وبمختلف القطاعات كما الاطياف، ومنها قطاع الشباب والرياضة، اللذان كانا الهدف الرئيسي لانطلاق مسيرته لإيمانه بأن بناء الأوطان يبدأ بشبابه عماد المستقبل، وحكما برياضييه الذين يرسمون واجهة البلد ورسالته الحضارية للعالم.
فرفيق الحريري هو الذي احتضن الرياضة والرياضيين، بعدما كانوا نسياً منسياً، فترجم أحلامهم التي لم يلتفت إليها أحد قبله، وصار السراب واقعاً ملموساً، فحوّل أطلال المدينة الرياضية التي فتكت بها همجية العدو الصهيوني، لصرح شامخ يروي حكاية العز والشموخ اللبناني، ورغم عظمة هذا الانجاز، فإنه لم يكن سوى الانطلاقة لتحويل طموحات الرياضيين الى حقيقة واقعة، فنجح بتأمين إستضافة لبنان لدورة الألعاب العربية العام 1997، فاحتشد آلاف الرياضيين العرب بربوع وطن الأرز، ونقلوا رسالة واضحة للعالم، بأن لبنان حقاً قام بسواعد بنيه وقيادة رفيقه، وكان الصدى واضحاً، فنال لبنان شرف استضافة كأس الأمم الآسيوية العام 2000، ثاني أهم بطولة على صعيد القارات بعد مونديال كرة القدم، وعلى ضفافها كان احتضان العديد من البطولات والدورات العربية، فتكرّر موسم الأعراس الرياضية، الذي شهدت فيه الرياضة عزّاً وتألقاً، طالما تاقت إليهما، لا بل لم تكن تدنو الى جزء منهما.
وهنا نذكر واقعة حصلت بالعام 1996، حين أخفى أحد أعضاء اتحاد كرة القدم ضحكة، ربما كانت خبيثة، حين طُرح موضوع إستضافة لبنان بطولة كأس أمم آسيا، قبل أخذ موافقة الاتحاد الآسيوي، ولمحه الأعضاء الآخرون وهو يحاول أن يخفي الضحكة بإخفاء فمه وبعض وجهه بيديه، كاتماً صوته، وكأنه يهزأ من الطرح الذي يبدو تنفيذه مستحيلاً برأيه.‎ وبعد مناقشات بعيدة عن التعقيد، أمكن رسم الخطوات الرئيسية للمشروع الضخم، ولا سيما ان جزءاً كبيراً من البنية التحتية غير متوافرة، فالملاعب والفنادق والمتطلبات الأخرى للبطولات الكبرى غير متوافرة في بلد خارج من الحرب الأهلية البغيضة، وهناك دول ستقدّم ترشيحها وهي على أتمّ الاستعداد لإقامة البطولة حتى ولو كان انطلاقها في اليوم التالي وليس بعد 4 سنوات، ومنها الصين. ‎ولأن هناك تصميما على الاستضافة، كان لا بد من ضمانة، وهل هناك أفضل من رفيق الحريري لأخذ الضوء الأخضر منه، فتحولت الضحكة الساخرة الى ذهول، لان رفيق الحريري لم يكن يعرف ولا يستسلم بكلمة مستحيل.
هذا هو رفيق الحريري الذي لا نتذكره الـيوم وحسب، بل نحكي ما صنعه لهذا الوطن وشعبه على مدى الدهر.