بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 حزيران 2018 08:42م روسيا توجه انذاراً شديد اللهجة لضيوفها بافتتاح المونديال

حجم الخط
انطلق عرس نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا مساء الخميس في احتفال كروي انتظره العالم طيلة أربعة أعوام حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا انطلاق النسخة الـ 21 للمونديال الذي تستضيفه بلاده حتى 15 تموز المقبل.

وأحيا المغني البريطاني روبي وليامز حفل الافتتاح الذي استمر لنحو 30 دقيقة. وغصت المدرجات بعشرات الآلاف من المشجعين الروس، وآلاف المشجعين السعوديين الذي تابعوا أغنيات وليامز الذي رافقته السوبرانو الروسية آيدا غاريفولينا.

وسبق انطلاق حفل الافتتاح، قيام الحارس الاسباني السابق ايكر كاسياس وعارضة الازياء الروسية ناتاليا فوديانوفا بوضع كأس العالم المعروفة بـ "كأس جول ريميه" على أطراف العشب الأخضر.

وأمام نحو 80 ألف متفرج غصت بهم مدرجات ملعب لوجنيكي في موسكو، قال بوتين "أهنئكم جميعا على انطلاق أهم بطولة في العالم".

تلاه رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) السويسري جاني انفانتينو بكلمة مقتضبة حيا فيها المشجعين بأكثر من لغة، منها قوله بالعربية "أحبائي، أهلا وسهلا الى كأس العالم في روسيا".

واثر ذلك انطلقت المباراة الافتتاحية بفوز منتخب روسيا على نظيره السعودي.

وجلس بوتين وبن سلمان يتوسطهما انفانتينو بمقدمة حضور المنصة الشرفية، وخلفهم بقية ممثلي الدول وضيوف الشرف.

ويشكل مونديال 2018 الذي تحضره عدة شخصيات بارزة في مقدمهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المكلف تشكيل لحكومة اللبنانية سعد الحريري وعدد من رؤساء الدول، فرصة لموسكو للافادة من أبرز البطولات الرياضية لتثبيت مكانتها كقوة عظمى.

وستكون روسيا قبلة أنظار عشاق اللعبة الشعبية الأولى عالميا، الا انها كانت محط انتقادات منذ اختيارها في 2010 لاستضافة المونديال للمرة الأولى في تاريخها.

وافتتاحاً حقق المنتخب الروسي المضيف فوزا كاسحا، هو الأكبر لبلد مضيف في مباراته الأولى منذ 1934، وجاء على نظيره السعودي 5-صفر بانطلاق منافسات المجموعة الأولى.

وسجل إيوري غازينسكي (12) ودينيس تشيريشيف (43 و1+90) وأرتيم دزيوبا (71) والكسندر غولوفين (5+90) أهداف روسيا التي أصبحت صاحبة ثاني أكبر نتيجة لبلد مضيف في مباراته الأولى منذ أن تغلبت ايطاليا على الولايات المتحدة 7-1 عام 1934.

ويرتدي الفوز أهمية بالغة لروسيا في مجموعة تضم ايضا المنتخبين الأوروغوياني، بطل العالم مرتين، ومصر مع نجمها محمد صلاح صاحب 44 هدفا الموسم المنصرم في جميع المسابقات التي خاضها مع فريقه ليفربول الإنكليزي.

وخلافا للمباريات الودية الاستعدادية التي عجز خلالها عن تحقيق أي فوز منذ 8 أشهر، ضرب المنتخب الروسي بقوة في مستهل المونديال تحت انظار رئيس البلاد فلاديمير بوتين وعزز حظوظه ببلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى منذ حقبة الاتحاد السوفياتي.

وسجل غازينسكي الهدف الأول في النهائيات بكرة رأسية على يمين الحارس عبدالله المعيوف، في هجمة بدأت من ركلة ركنية. وأظهرت اللقطات التلفزيونية قيام الرئيس الروسي بوتين بممازحة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومصافحته بعد دخول الهدف المرمى، أثناء جلوسهما في المقصورة الرئيسية للملعب، يتوسطهما رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جاني انفانتينو.

وحسم الروس اللقاء بشكل كبير عندما اضافوا الهدف الثاني في نهاية الشوط الأول عبر تشيريشيف بمجهود فردي رائع (43)، وذلك بعدما دخل بديلا لألن دزاغوييف الذي خرج في الدقيقة 24 مصابا.

وبدا المنتخب السعودي عاجزا عن تهديد المرمى الروسي بشكل فعلي أمام ضغط قرابة 80 الف متفرج احتشدوا في المدرجات لمؤازرة المضيف، وتلقى هدفا ثالثا في الدقيقة 71 عبر دزيوبا الذي وصل الى الشباك بكرة رأسية بعد ثوان على دخوله اثر عرضية من الكسندر غولوفين.

وعندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الأخيرة أضاف تشيريشيف هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه بتسديدة رائعة بالجهة الخارجية لقدمه (1+90)، ثم اختتم غولوفين المهرجان بهدف خامس من ركلة حرة رائعة (5+90).

وتعقدت مهمة السعودية، الساعية لبلوغ الدور الثاني لأول مرة منذ مشاركتها الأولى عام 1994 في الولايات المتحدة، علما بأنها تعود الى النهائيات للمرة الأولى منذ 2006 في المانيا.

وتخوض السعودية مباراتها الثانية في 20 الحالي ضد الأوروغواي ونجميها لويس سواريز وادينسون كافاني في روستوف، فيما تلعب روسيا ضد مصر قبلها بيوم في سان بطرسبورغ.

وستكون الجولة الأخيرة عربية بين السعودية ومصر في 25 الحالي، فيما تلعب روسيا مع الأوروغواي.

هذا وستدق ساعة الحقيقة أمام منتخب مصر بعد غياب 28 عاما عن كأس العالم، عندما يواجه بطل افريقيا سبع مرات الاوروغواي الجمعة في ايكاتيرنبورغ ضمن الجولة الاولى.

شاهد نجوم مصر في ربع القرن الاخير، على غرار محمد ابو تريكة وأحمد حسام "ميدو" ومحمد زيدان وحسام غالي وأحمد حسن، كأس العالم على شاشات التلفزة، لكن جيل صلاح وتريزيغيه وكهربا ورمضان صبحي سيكون أمام فرصة أتيحت لمصر مرتين فقط (1934 و1990)، حيث لم ينجح بالفوز في اي من مبارياته الاربع.

وتتركز الانظار على إمكانية مشاركة صلاح، افضل لاعب افريقي وفي انكلترا لعام 2018، بعد تعرضه في 26 ايار الماضي لاصابة قوية بكتفه في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد الاسباني، لكن المدرب الارجنتيني هكتور كوبر قال في مؤتمر صحافي "أؤكد لكم بنسبة 100 بالمئة تقريبا انه سيكون على أرض الملعب".

ولم يعجب مدافع الاوروغواي دييغو غودين سؤال حول امكانية تعامله مع صلاح على غرار راموس، معتبرا انه "في غير محله"، فيما قال مدربه المخضرم اوسكار تاباريز انه سيكون "سعيدا اذا خاض (صلاح) مباراة الحلم بالنسبة اليه. كانت الاصابة مخزية وشعرنا بالتضامن معه".

كما تتركز الانظار على هوية الحارس الاساسي، حيث يتوقع ان يكون التنافس بين محمد الشناوي وعصام الحضري، علما ان الأخير (اذا لعب) سيصبح بعمر الخامسة والاربعين اكبر لاعب يشارك في تاريخ المونديال.

وعن شعوره بحال مشاركته، قال الحضري "سأكون أسعد إنسان في الدنيا. حققت بطولات كبيرة وأعمل على هذا الهدف منذ 25 عاما، لكن في كل 4 سنوات يحصل لدينا هبوط ولا نتأهل الى كأس العالم".

ويتوقع ان يدفع كوبر بتشكيلة تضم قلبي الدفاع أحمد حجازي وعلي جبر والظهيرين أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي، وفي الوسط الدفاعي محمد النني وطارق حامد، وفي صناعة اللعب عبدالله السعيد، بينما يلعب على الجناح محمود حسن "تريزيغيه" وفي الهجوم مروان محسن.

ويبقى مركز بديل صلاح بحال غيابه، حيث تبدو حظوظ الشاب رمضان صبحي المنتقل حديثا من ستوك سيتي الانكليزي الى هادرسفيلد مرتفعة الى جانب عمرو وردة.

تختلف أجواء مدينة ايكاتيرنبورغ الحديثة عن غروزني الهادئة حيث اتخذت مصر مقرا لها، كما انخفضت درجة الحرارة لوقوع المدينة شمالا.

بيد ان هجوم الاوروغواي، بطلة العالم 1930 و1950، قد يشكل حماوة حقيقية لدفاع مصر في ظل تواجد الهدافين لويس سواريز (برشلونة الاسباني) وادينسون كافاني (باريس سان جرمان الفرنسي) هداف التصفيات الاميركية الجنوبية.

وقال قلب الدفاع غودين الذي سجل احد هدفي "سيلستي" في المواجهة الوحيدة بين المنتخبين في 2006 في الاسكندرية، ان "مصر فريق صعب ومنظم ولديه مدرب بأفكار واضحة (...) غياب صلاح او مشاركته لن يغير من خططنا وتحضيراتنا".

ويعول المدرب "المايسترو" تاباريز الذي يعد من المدربين القلائل الذي قاد منتخبا واحدا الى النهائيات أربع مرات، على نواة مؤلفة من الحارس فرناندو موسليرا وغودين، المدافع خوسيه خيمينيز، لاعب الوسط ماتياس فيسينو الى سواريز (51 هدفا في 98 مباراة دولية) وكافاني (42 هدفا في 100 مباراة دولية).

الاوروغواي التي فازت على اوزبكستان 3-صفر الاسبوع الماضي وديا، تشارك للمرة الثالثة عشرة وقد حلت رابعة في نسخة 2010 وبلغت الدور الثاني في البرازيل 2014. واللافت ان الاوروغواي لم تستهل مواجهاتها في المونديال بانتصار منذ 1970، اذ خسرت 4 مرات وتعادلت في مثلها.