تتلاحق الأحداث الغريبة والطريفة بالطبعة الحالية من بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في روسيا وتستمر حتى منتصف تموز المقبل، حيث باتت هذه النسخة المونديالية مرشحة لتكون الأكثر اثارة جدلاً على مدى تاريخ البطولة، بدليل انه لم تكد تمضي بضعة ايّام على انطلاقها، حتى سال حبر الاعلام سخياً متكلماً عما يحدث في كواليسها.
وصحيح ان حادث تعرض الطائرة التي تقل الفريق السعودي عشية خوض مباراته بمواجهة اوروغواي مر بسلام، لكن ماذا لو لم تتدخل العناية الإلهية لتنقذ لاعبي «الأخضر» وطاقم الطائرة، اذ لكم ان تذهبوا بمخيلتكم كيف كانت الحال بالمونديال الْيَوْمَ.
ومع تصاعد الكلام وبنبرة عالية عن اخطاء التحكيم، كما تجاهل بعض «قضاة الملاعب» لمطالب المنتخبات باللجوء لتقنية الفيديو، صارت تلك الاخيرة مزاجية التطبيق، مما سيؤدي لفشلها لاحقاً، بحيث يبدو ان الاخطاء البشرية ستظل سيدة الموقف كروياً.
كما ان الكلام عن تعاطي لاعبي المنتخب الروسي المنشطات بدأ يتسرب بقوة في كواليس المونديال، والأنكى ما ذكره احد التقارير الألمانية حول موقف الاتحاد الدولي للعبة الـ«فيفا»، حيث اكد انه يعلم بتلك الفضيحة، لكنه يقف مكتوف اليدين وغير قادر على اثبات ذلك، علماً ان الاتهامات الألمانية ليست مجرد كلام للتسويق الاعلامي، بل تؤكده واقعة حماية الحكومة الروسية للاعبي منتخبها في التهرب من تقديم عينة المنشطات للمطلوبين منهم بصورة صحيحة عبر طرق علمية عدة.
هذا وعاد موضوع الدجل والشعوذة الى عالم كرة القدم المغربية بعدما أكد «المختار أ» وهو راقٍ شرعي (كما يعرف عنه) أن اللاعبين المغاربة تعرضوا للسحر أثناء مواجهتهم المنتخب الإيراني ولفت لأحدالمواقع المغربية أن السحر وضع في الملعب وتخطاه اللاعبون المغاربة؟ مما أدى لتضييعهم الفرص، كما تخطاه عزيز بوحدوز قبل دخوله الملعب، وكان سببًا في تسجيله لهدف في مرماه بالوقت القاتل منح الفوز لمنتخب إيران!!.
وأكد الراقي أن ما اسماه بالسحر سيتواصل أمام البرتغال وإسبانيا وسيؤدي لهزائم أخرى إن لم يقم اللاعبون المغاربة برقية شرعية قبل لقاء البرتغال وذلك من اجل ابطال مفعول السحر.
وأدت تصريحات الراقي المذكور لسخريةواسعة من طرف المغاربة الذين تناقلوا تصريحاته بغرابة، وأكدوا أن المنتخبات القوية تنتصر بالتخطيط والتكوين والتكتيك «بينما نحن نفسر كل شيء بالشعودة والخرافات».
وفِي تطور لافت، تحدت بعض صديقات وزوجات لاعبي منتخب انكلترا التعليمات الصارمة من حكومة بلادهم، وحضرن لمشاهدة مباراة الفريق أمام تونس مساء الإثنين.
ونصحت السلطات الأمنية البريطانية زوجات لاعبي المنتخب بالبقاء في البلاد، وعدم السفر إلى روسيا بسبب مخاوف أمنية على حياتهن في أعقاب توتر العلاقة بين البلدين، لكن زوجات بعض اللاعبين ذهبن إلى مدينة فولغوغراد التاريخية لمتابعة فوز إنكلترا 2-1 في ملعب تكاثرت فيه الحشرات الطائرة، وأثرت على لاعبي الفريقين، وتلك الواقعة الاخيرة هي واحدة ايضاً من عجائب هذا المونديال.
ولم تستطع آنابيل بيتن خطيبة جارك بوتلاند الابتعاد عن خطيبها، وسافرت إلى روسيا لمشاهدته من المدرجات، وكذلك فرن هوكينز صديقة المدافع الأساسي هاري ماغواير التي لم تفوت هذه الفرصة الذهبية لمشاهدته يتألق عالميًا، وكعادتها اصطحبت ريبيكا فاردي زوجة جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي أولادها وتوجهت إلى روسيا، وارتدت قميص إنكلترا مع طفليها والتقطت صورًا عدة للملعب بهاتفها المحمول إلى جوار صديقاتها متحدية السلطات البريطانية، وكذلك نيكي بيكي زوجة آشلي يانغ ظهير أيسر مانشستر يونايتد والمنتخب ارتدت قميص المنتخب مع طفلها الرضيع.
ولم تحضر أسرة داني روز، حيث نصحهم بعدم الحضور إلى روسيا لأنه يخشى عليهم من انتشار العنصرية في البلاد، استناداً للأحداث التي حفلت بها كأس امم أوروبا قبل عامين.
وامام كل ما أسلفناه، وهو غيض من فيض ما حصل في الأيام الستة الاولى من مونديال روسيا، هل هناك من يشك بأن الأخير سيكون بطولة الغرائب، ومن يعلم ما تخبئه الأيام إن لم نقل الساعات المقبلة؟!..