«بالنسبة لي، المجيء إلى السعودية لا يعني نهاية مسيرتي.. ولكي أكون صادقًا، لا يهمني على الإطلاق ما يقوله الناس».
بهذه العبارات الواضحة والصريحة، خاطب كريستيانو رونالدو أسطورة كرة القدم وأحد أفضل اللاعبين في العصر الحالي منتقديه، والذين حاولوا الغمز من انتقاله إلى السعودية، واللعب في أحد دوريات قارة آسيا، وتحديداً العربية.
ولا شك أن رونالدو لم يوجه هذه «الانتقادات المضادة» لتبرير خطوته، بل دعم موقفه بكلام منطقي ورزين بتأكيده أن كرة القدم قد تغيرت في «السنوات العشر والعشرين الماضية»، وهو استشهد بفوز السعودية على الأرجنتين في كأس العالم قطر 2022، ونضيف ان هذا المونديال رسخ معايير عالمية جديدة، ليس بالنجاح التنظيمي المبهر وحسب، بل لما رافقه من إنجاز اسود المغرب، إلى بصمة نسور تونس كما صقور السعودية.
وما لم يقله رونالدو، طبقه ميدانيا، من خلال توجيه أكثر من رسالة للغرب المتغطرس بعنجهية أسقطها الزمن، فبعد إفشال «غزوة» الانحلال الخلقي والشذوذ، حيث حاول «ضيوفنا» بالمونديال تحدي عاداتنا وتقاليدنا، حرص أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، على افهام الغرب الذي ينتمي اليه، باصول آداب الضيافة عبر صديقته جورجينا التي اطلت بالعباءة العربية، وحرصت على الاحتشام في حالها وترحالها، التزاما بتقاليد البلد الذي أكد «الدون» بأنه اصر على خوض تجربته الجديدة عبره، ليكون جزءا من نجاحاته وثقافته.
ولعل ما قالته صحيفة «ليكيب» الفرنسية عن تعاقد النصر مع النجم البرتغالي واعتباره «زلزالا»، فيه الكثير من العبر، خاصة قولها إن حفل تقديم رونالدو، الذي أقامه ناديه النصر السعودي، طغى على عقده الهائل ماديا، والذي أصبح أقل إثارة للدهشة، مقارنة مع صور تقديمه.
ونحن كعرب وحيال هذه الوقائع الدامغة، نقول للسعودية شكراً على خطوتها التي لا شك ستفتح آفاقا غير محدودة، كما لرونالدو نقول شكرا لانك افهمت الغرب بحقائق، لا يزال يحاول الاختباء خلفها كمن يداري ظله بخياله.