شكل رحيل الحاج محمود حمود الى دار البقاء، بعدما وافته المنية متأثراً بمضاعفات معركة قاسية خاضها مع فيروس كورونا، صدمة للبنانيين، الذين فجعهم المصاب، لما للراحل من مآثر جعلته ايقونة يقتدى بها، حيث ترك الصدى الطيب بثرى ملاعبنا، ان عبر موهبته الكروية الفذه او من خلال مناقبيته التي يستشهد بها الجميع.
ويتزامن رحيل حمود (57 عاماً، الذي احترف لفترة وجيزة في نادي الخور القطري، مع اقامة كأس العرب لكرة القدم، والذي ترك بصمة فيها، عندما سجّل برأسه هدف الفوز للبنان على السعودية بنسخة 1988 في الأردن.
وتحدّث حمود عن هذه الحقبة للزميل احمد محيي الدين عبر وكالة فرانس برس قبل اصابته بكورونا "تجمّع منتخب لبنان قبل البطولة بأسبوعين فقط حيث واجهتنا صعوبات كثيرة في إجراء التمارين بسبب حدّة المعارك في بيروت ومحيطها، الجميع توقّع أن تكون المواجهة معنا سهلة، ففي المباراة الأولى تعادلنا مع العراق بوجود رعد حمودي وعدنان درجال وأحمد راضي، ثم كان اللقاء ضد منتخب السعودية (بطل آسيا). حينها حققنا الفوز بهدف سجلته برأسي".
وأردف "نقل إلينا الاستاذ رهيف علامة (الأمين العام السابق للاتحاد اللبناني) الأجواء في بيروت بأن الجمهور اللبناني خرج بمسيرات سيارة في العاصمة وبعض المدن احتفاء بالفوز وان هذه الفرحة جمعت اللبنانيين في عزّ الحرب الأهلية".
هذا ونعى الاتحاد اللبناني لكرة القدم بشخص رئيسه المهندس هاشم حيدر بكلمات معبرة تختصر بصدق مآثر الراحل ومدى الخسارة التي يشكلها غياب، وجاء في النعي: "فقدان مدرب وطني قدير كالحاج محمود حمود، خسارة لكرة القدم لا يمكن تعويضها ابداً. فالراحل الحاج حمود لم يكن لاعباً و مدرباً ناجحاً فقط بل كان مدرسة في الاخلاق والتفاني بالعمل حيث قدّم لكرة اللبنانية الكثير الكثير وكانت له أيادٍ بيضاء على مرّ سنوات طويلة قضاها في الملاعب كلاعب ومدرب ومربي للأجيال".
وتقدم حيدر "من عائلة المدرب الوطني الراحل الكبير بأعمق مشاعر العزاء والمواساة، سائلاً الله عزّ وجلّ أن يتغمد الفقيد واسع مغفرته وأن يجعل مثواه الجنة. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
كما نعى أمين عام الاتحاد جهاد الشحف "أبو فراس” المدرب القدير، وقال "فقدت كرة القدم اللبنانية اليوم شخصية كروية كبيرة كانت لها بصماتها في الملاعب اللبنانية لعشرات السنوات سواء كلاعب او كمدرب في المنتخبات أو الأندية، حيث قدم لكرة القدم اللبنانية الكثير بإخلاص من خلال عمله المتفاني بضمير وأخلاق عالية وروح طيبة".
وأضاف: "أتقدم من أسرة الراحل الكبير بشكل خاص ومن عائلة كرة القدم بشكل عام بأصدق مشاعر العزاء والمواساة، سائلاً الله عزّ وجلّ أن يتغمد الفقيد واسع مغفرته وأن يجعل مثواه الجنة. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
وعُرف حمود مهاجماً مع فريق النجمة في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، قبل انتقاله إلى التدريب حيث عمل مع أندية شباب الساحل والعهد والإخاء الأهلي عاليه والنبي شيت بالإضافة إلى المنتخب اللبناني بمختلف فئاته.
وعانى حمود في الأسابيع الماضية من مضاعفات كورونا، حيث لازم المستشفى في الشهر الماضي بحال حرجة، وحاول الانتصار على الفيروس، وترك لرابطة جماهير نادي شباب الساحل التي زارته في المستشفى قبل اياك ورقة كتبها بخط يده، قال فيها "معركة سأنتصر بها".
وتقدم امين عام تيار المستقبل احمد الحريري من اسرة كرة القدم وناديي النجمة وشباب الساحل بوفاة الحاج حمود: "الذي نذر حياته من اجل تطوير لعبة كرة القدم في لبنان"، وتابع: "وداعاً الحاج حمود.. وداعاً ايها البطل المقدام".
ونعت معظم جماهير الأندية اللبنانية اللاعب الدولي السابق والهداف السابق للدوري المحلي، كما بدا لافتاً ان مختلف وسائل الاعلام العربية كما العالمية تعاملت مع نبأ رحيله باهتمام.
وشيعت بلدة كفرملكي الجنوبية، الحاج محمود حمود الى مثواه الاخير، وسط جو من الحزن والدموع، وشارك في التشييع رياضيون وحشود من اهالي البلدة والقرى المجاورة.
المصدر: «اللواء»