بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الأول 2022 09:52م لن نقول وداعاً قطر.. بل الى اللقاء دوما مع الإبداع العربي

حجم الخط
صحيح انني لم اتواجد في قطر خلال "شهر المونديال" لأسباب اضطرارية، الا أنني وطوال فترة الإعداد لاستضافة كأس العالم بنسخته الـ22، حظيت بزيارة الدوحة مرات عديدة، وعلى مدى سنوات للاطلاع على مراحل العمل التي كانت تقوم بها تلك الدولة "الحالمة" بحفر اسمها في أعلى مراتب التألق والابداع.
والحق يقال انني وعقب كل زيارة، كنت افاجأ بمدى الاتقان والسرعة في إنجاز الاعمال، حتى بت متيقناً، لا بل مطمئناً، بأن قطر ستنظم أحد أهم بطولات كأس العالم على مدى التاريخ، إن لم اجزم بأن هذه النسخة المونديالية لم ولن تتكرر، وصدق ظني ليس لكوني متعاطف، كما كل عربي مع الدولة الشقيقة، بل لاني لمست مدى الجهد الذي بذل و"بشغف"، لاظهار أنفسنا للعالم، بأننا مهد الحضارات، ونبراس الأمم على امتداد قارات العالم.
ولا اخفي سرا بأنني لم أكن اكترث، كما الأشقاء في دولة قطر (وفق ما لمسته) بتلك الحملات الشعواء الرعناء التي حاولت النيل من احتضان دولة عربية إسلامية لهكذا حدث يصنف بالاهم على مستوى العالم، ولكن لا أنكر بأنني خشيت من تلك "الغزوة" التي تسللت لجلب "عادات" لا تمت إلى بيئتنا بصلة، بل هي نافرة وشاذة في أي مكان وزمان، يعمل مروجوها على تعميمها، تحت حجة ما يسمى بالحضارة الواهية وحرية التعبير، لكن ولله الحمد، نجح القطريون بلجم مفاعيلها وإحباط مراميها، ليس ذلك وحسب، بل إن هذا المونديال تحول وبحكمة إلهية، إلى رسالة تكشف من هم أهل الحق وتبين ضلالات جماعة الباطل.
وليس اهم من أننا افهمنا الغرب، بأن احترام الضيف واجب ونحن أهل الاحترام، ولكن إن كان هذا الضيف الغريب اديب، وهو ما تفهمه وتقبله لا بل اثنى عليه زوار قطر، هؤلاء الذين فوجئوا بأن ما يصلهم عنا من مزاعم مضللة، لا تمت الينا بصلة، وصدموا بأنهم أمام أمة السلام والتسامح بأبهى تجلياته، أمة الرسالة السماوية الحقة، أمة البر بالوالدين وإكرام العائلة، أمة التسليم بقضاء الله وقدره والسجود شكرا لله في السراء والضراء، كما فعل منتخبنا المغربي عقب تعثريه أمام فرنسا وكرواتيا توالياً.
نعم.. أن هذا المونديال لن يتكرر، ليس بنجاحه التنظيمي المبهر وحسب، بل بما حمله من رسائل إنسانية سامية، شقت طريقها من ارض دوحة الخير وخليج المحبة وعرب المودة، الى كل أصقاع الارض، وختاما ومع انقضاء اسابيع المونديال الأربعة، لن نقول وداعا قطر، بل الى اللقاء دوما مع الابداع لأننا أمة تستحق، واثبتنا ذلك للعالم، الذي بات يتحدث بإعجاب عما رأته عيونه من تجليات حفرت بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ.. فإلى اللقاء.
المصدر:  (موقع اللواء)