صحيح ان منتخبنا الوطني أنهى مشاركته بنهائيات كأس امم اسيا لكرة القدم، وغادر دولة الامارات العربية الشقيقة، عائداً الى بيروت، الا ان مشاركته لا تزال تثير الكثير من الجدل، والذي وصلت أصداؤه الى صحيفة «ميرور» الانكليزية، التي اعتبرت خروجه مظلمة لحقت بـ«رجال الارز»، خاصة وان اثنتين من البطاقات الصفراء التي نالها لاعبونا غير منصفتين، علماً أنهما شكلتا الفارق في خروجنا لصالح فيتنام.
ولكن علينا ان لا ننسى، بالوقت عينه، اننا أصبحنا فعلياً خارج تلك البطولة، ويفترض بِنَا عدم الاستمرار بالبكاء على الاطلال، بل واجب كل منا، وانطلاقاً من موقعه، البحث عن كيفية استغلال هذه المشاركة التاريخية والبناء عليها لما ينتظرنا مستقبلاً، وهو ما حاكاه احد ابرز نجوم منتخبنا بالبطولة جورج ملكي، الذي كشف بوضوح عن عقلية احترافية متمكنة ومتكاملة سواء داخل الملعب او خارجه، حيث اشار بمقابلة إعلامية عقب مباراة كوريا الشمالية لمكمن ما نقصده، وهو وجوب التطلع إلى المستقبل، خصوصاً أننا بتنا على مشارف انطلاق التصفيات الأولية لكأس العالم «مونديال 2022 في قطر»، وأهم ما كشفه انه ومنذ الـيوم، على استعداد تام لتكرار تجربته مع منتخب بلاده والدفاع عن ألوانه، معبراً عن افتخاره بتلك التجربة.
ولا شك انه بتلك النوعية من اللاعبين وبهذه النفسية، يمكننا الوصول لأبعد مدى، فجورج ملكي ومن رؤيته الاحترافية اعطانا الأمل بتأكيده ان منتخب لبنان يمتلك عناصر جيدة، سواء المحترفين في الخارج أو العناصر التي تنافس بالدوري المحلي، وان جل ما تحتاجه الكرة اللبنانية للتطور، الاستمرارية بخوض مباريات قوية كتلك التي لعبت في الإمارات، وعدم الاكتفاء بفترات إعدادية قبيل البطولات الكبرى، ومنه لعناية المعنيين.