يمكن القول بان المهمة اللبنانية بتصفيات المونديال الاسيوية لكرة القدم في كوريا الجنوبية، انتهت باقل قدر ممكن من الاضرار، حيث عاد منتخبنا متأخراً بهدف نظيف، ومتسلحاً بامال يمكن ان يبنى عليها الكثير، بما هو متبق من هذا الاستحقاق، كما سواه.
فرجال الارز بقيادة التشيكي ايفان هاتشيك خاضوا المواجهة بخطة تتناسب وكونهم ليسوا مستضافين من منتخب يعتبر المرشح الاوفر حظاً لاقتناص احدى بطاقات التأهل وحسب، بل جاءت لتحاكي ما حفلت به صفوفهم من غيابات عديدة تنوعت اسبابها بين الاصابات البدنية والصحية، والتي من شأنها ان تحط من قدر اقوى الفرق، فما كان من لاعبينا سوى التعويض بسلاح الاداء الرجولي والروح القتالية العالية، لتكن تلك اول واهم المكاسب التي تحققت.
اما ثاني المكاسب فتتمثل بحسن بناء المنظومة الدفاعية، بالتضامن والتكافل ما بين الوسط والاظهرة، وتلك ميزة سنستفيد من توظيفها لاحقاً، مع اكتمال الصفوف مستقبلاً لا سيما بالناحية الهجومية، لا سيما وان المباريات «البيتية» لمتافسينا لم يعد يتبق منها سوى لقاء ايران، في حين سنخوض بقية المواجهات اما على ارضنا او بضيافة اراض محايدة (امام سوريا في الاردن وبمواجهة العراق في قطر).
وبالوصول للمكسب الثالث، فهو التيقن بان لدينا مواهب احتياطية توازي اللاعبين الاساسيين، فرغم الغيابات الكثيرة، استطاع هاشيك الاستعانة بما لديه من ذخيرة في جعبته الرديفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الحارس مصطفى مطر، والذي تحول من عنصر كان ترتيبه الثالث بين اقرانه بوجود مهدي خليل وعلي ضاهر، الى النجم الاول والاكثر استقطاباً للاضواء بصفوف منتخبنا، ولعل تجربته تصلح لان تصبح نموذجاً لسواه، فالصبر مفتاح اللعب، والاجتهاد نصيبه النجاح.